شهدت الحدود الفاصلة بين المغرب ومدينة مليلية المحتلة الليلة الماضية، محاولات جماعية من طرف مهاجرين مغاربة لتجاوز السياج الحدودي وبلوغ الجانب الآخر.

ورغم محاولات الشرطة المغربية والإسبانية ردع المهاجرين، إلا أن العشرات من المغاربة تمكنوا بالفعل من تجاوز الحاجز الحدودي والعبور إلى المدينة المحتلة، بعدما استخدموا نقطا مختلفة من السياج الحدودي.

عبور 30 مغربيا

وشهدت المنطقة الحدودية طوال الليل، عمليات كر وفر بين المهاجرين والقوات العمومية المغربية، والسلطات الإسبانية، حيث جرى إحباط عدد من المحاولات، وقدر عدد المرشحين للهجرة بالمئات.

وقد تمكنت السلطات المغربية والإسبانية من ردع عشرات الشباب عن الهجرة، في حين نجح آخرون، رغم التعزيزات الأمنية والعسكرية الإسبانية على طول السياج.

وحسب مصدر إعلامي محلي بمدينة مليلية، فإن مجموع المغاربة الذين تمكنوا هذه الليلة من القفز، بلغ 30 شابا كلهم في السن القانونية، وقد ألقت عليهم الشرطة القبض.

مواجهات مع الشرطة

وأكد فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، اندلاع اشتباكات ومواجهات بين السلطات المغربية ومجموعات من الشباب المغاربة الذي كانوا يرغبون في العبور إلى المدينة المحتلة.

وأفاد فرع الجمعية الحقوقية أن العشرات من المهاجرين تمكنوا من الهجرة، بينهم مغاربة التحقوا بأسرهم داخل مليلية، وذلك رغم العنف والغاز المسيل للدموع الذي استخدم للردع من الجانب الإسباني.

ونشر فرع الجمعية بعض الصور للحدود ومواجهات المهاجرين ورجال الأمن، كما تظهر شرائط مصورة استنفارا أمنيا على الجانب المغربي، وكذا على الجانب الآخر، حيث تم الاعتماد على الجيش الإسباني ومدرعاته في الحد من تدفق المهاجرين.

محاولات اعتيادية

ونفت الحكومة في مدينة مليلية، اليوم الجمعة، أن تكون عمليات الهجرة هذه ردة فعل جديدة من المملكة المغربية ضد إسبانيا، معتبرة أن هذه العمليات تندرج ضمن المحاولات الاعتيادية والمتكررة التي تعرفها حدود المدينة المحتلة.

وأشار مصدر حكومي إلى أن السلطات المغربية تقوم بدورها على الحدود مع كل من سبتة ومليلية، وقد استعادت السيطرة، نافية أن تكون قد سهلت عمليات الهجرة هذه.

وأبرز ذات المصدر أن المدينتين كانتا، وقبل جائحة كورونا، تشهدان مرور آلاف الناس يوميا لأسباب تتعلق بالعمل، كما كانت هناك محاولات للهجرة بشكل دائم.