كشفت مجموعة من الصور لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن الحالة المزرية للمركب الثقافي بمدينة ميسور، المعلمة الثقافية والفنية الوحيدة في المدينة.

وتقف هذه الصور على الوضعية المتردية لمرافق هذا المؤسسة الثقافية، إذ تتكدس النفايات والأوساخ بين جنباتها وداخل قاعاتها، وتظهرها جرداء قاحلة، منزوعة الأبواب والنوافذ. تتكدس داخل مرافقها الصحية أوراق الاستحقاقات الانتخابية، كما تملأ ساحاتها وباحاتها قنينات المياه الفارغة وغيرها من النفايات الأخرى.

وكان المركب الثقافي بميسور مفخرة للمدينة وساكنتها، حيث كان نهاية القرن الماضي وبداية الألفية محجا للعديد من المتعطشين للقراءة. ويضم بين جنباته مكتبة كبيرة غنية بالمراجع، مرتبة ومؤرشفة بطريقة عصرية وحديثة، وتتوزع على حقول معرفية وعلمية متعددة. كما يتوفر على العديد من الوسائط المرئية والسمعية والمقروءة وقد نظمت بين جدرانه وباحاته العديد من التظاهرات والأمسيات الشعرية والموسيقية والمسرحية والتشكيلية.

ويضم المركب الثقافي قاعة للعروض المسرحية والسينمائية، حيث عرضت فيه الكثير من الأفلام، وقدمت على خشبته العديد من المسرحيات المشهورة، ولعبت فيه العديد من الفرق المسرحية الكبيرة منها والصغيرة، وشهدت هذه القاعة العديد من اللقاءات الثقافية والحزبية والجمعوية.

ويشار أن أبواب المركب أغلقت منذ أكثر من عشر سنوات بحجة أنه يحتاج لإصلاحات وترميم بعض مرافقه. وبالفعل تمت تهيئة وتأهيل واجهته. وفي سنة 2016، تم تفويت هذا المرفق العمومي من طرف المجلس الجماعي لميسور وعهد بتأهيله وتسييره لوزارة الثقافة.

وفي رده على سؤال وجهه إليه النائب البرلماني عن دائرة بولمان رشيد حموني بشأن توقف الأشغال بالمركب الثقافي، أوضح وزير الثقافة حينها محمد الاعرج بأن الأشغال التي تمت، قامت بها جماعة ميسور، وأن وزارة الثقافة تسلمت المركب في ماي 2016، قصد إتمام الأشغال. وأن هذه الأخيرة “تتطلب اعتمادا ماليا ب 8 ملايين درهم”، وأن “الاتفاقية في طور التوقيع، وإذا ما تمت الموافقة على هذا المشروع تنطلق الدراسات خلال سنة 2018”.

وظلت الساكنة وشبابها ينتظرون بشغف أن يفتح المركب الثقافي أبوابه ثانية، ويعود إليه ذلك الزخم الذي عرفه في السابق، ويؤدي الدور التنويري والإشعاعي اللذين من المفترض أن يضطلع بهما. ليكتشف الجميع أنه أصبح مكبَّ نفايات، يطاله الإهمال وتنتشر بين جنباته القمامة والأوساخ.