حاصرت القوات العمومية في تيزنيت مساء السبت 27 مارس الجاري مسيرة نظمها المئات من ساكنة المدينة ضد الانبعاثات السامة التي تفرزها حرائق المطرح العمومي للجماعة الترابية، بعد تنظيم وقفة احتجاجية رمزية أمام مبنى مقر عمالة إقليم تيزنيت كانوا يعتزمون المسير نحو مقر الجماعة الترابية للمدينة.

وقاد عملية محاصرة المحتجين دقائق بعد انطلاقهم من أمام مقر عمالة الإقليم حيث تجمعوا باش المدينة وعناصر من الأمن العمومية والقوات المساعدة التي أغلقت كل المنافذ المؤدية إلى شارع الحسين الثاني وشارع محمد الخامس لثني المحتجين عن مواصلة المسيرة.

ورغم محاولات القوات العمومية محاصرة المحتجين لمنعهم عنن مواصلة المسير، غير أن المئات منهم شرعوا في ترديد عبارات “الإحتجاج حق مشروع… والمخزن مالو مخلوع”، هادا عيب هذا عار المدينة في خطر”، من أجل إثارة انتباه السلطات لما ينفثه المطرح العمومي من سموم وأدخنة عمقت جراح وآلام الساكنة.

ورفع المحتجون، من الشباب والكهول والشيوخ، يافطات كتب عليها “أوقفوا المطرح الجماعي”، و”تيزنيت تختنق”، و”جماعة تيزنيت تقتلنا”، و”نريد حلولا معقولة، لا وعودا مغشوشة”، و”نريد فضاءات خضراء، لا مطارح ملوثة” و”هذا عار عار”، و”نطالب بفتح تحقيق في ملف المطرح الجماعي”، كتبت بالغتين العربية والأمازيغية.

وفي كلمة، قال الناشط النقابي والحقوقي بوشعيب اليزمي في كلمة له، وهو محاضر من قبل باش المدينة والقوات العمومية، إننا نحتج سلميا من أجل رفع الضرر عنا، المسيرة ليست عنفا ولا رد فعل، ومع الأسف نمنع من حقنا القانوني والدستوري في الاحتجاج السلمي.

وردد المحتجون أغاني أمازيغية ضدا على منع السلطات لمسيرة ساكنة المدينة التي اختنقت خلال الأيام الماضية من دون أن تتحرك السلطات لوقف هذا الضرر الصحي والبيئي على حد سواء رغم تنامي الشكاوى، وسط رفض عامل الإقليم حسن خليل استقبال ممثلين عن المتضررين من الساكنة لإبلاغه الضرر الصحي والبيئي التي أصابت شظاياه صحة الأسر”، على حد تعبيرهم.

وعلق الناشط المدين سعيد رحم على ما حصل بقوله : في اعتقادي الوقفة نجحت وهي تسجل لأول مرة حضورا نسائيا غير مألوف المدينة، ونجحت بحضور مهم رغم الانزال الأمني المكثف و الاستعراضي الذي نعرف جيدا دوره في تحييد الأغلبية المترددة الذي تتابع الوقفة من الرصيف الآخر.

ونبه رحم على أن وقفة السبت “انتصار على الخوف، وعلى العقلية السلطوية التي تريد أن تستأسد علينا في مدينة صغيرة. وهذا انتصار لليقظة المواطنة والمدنية التي ينبغي أن لا تصاب بصدأ التوجس والانتظارية”.

ومضى قائلا: هذه اليقظة يجب أن تظل مستمرة برهاناتها الكبيرة من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحق في التنمية، خرجنا ضد المطرح الجماعي، وضد تدبير البيجيدي وخليطه المكون المجلس.. ولكن هذا لا يعني أننا نقدم القرابين للمطرح الحزبي للوبي المال والريع الذي يرعاه أخنوش هنا… خرجنا فقط دفاعا عن الحق في المدينة كأقلية نشيطة جاءت تسعى من أقصى المدينة!

وسبق للساكنة أن نبهوا، منذ أيام، في شكاواهم عامل الإقليم ومسؤولي جماعة تيزنيت لما يفرزه المطرح الجماعي من أدخنة وسموم تصيب الساكنة من دون تدخل طال انتظارهم، وفق تعبير مصادر من المدينة تحدثت لموقع “لكم”.