يبدو أن الموقف الذي بات يواجهه شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لم يقنع أهل الدار من نساء ورجال التربية والتكوين، رغم ما حشده من وسائط وموارد بشرية ورقمية لإقناع نحو 250 ألف إطار بمزايا النظام الأساسي.

ولم تشفع الخرجات التي باشرها الوزير بنموسى بنفسه، سواء من خلال أدوات تواصلية على الصفحة الرسمية للوزارة، أو عبر الاستعانة بالمفتش العام للشؤون الإدارية الحسين قضاض، أو مدير الموارد البشرية وتكوين الأطر محمد بنزرهوني، أو مديرة ومديري بعض الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، منهم مولاي عبد العاطي الأصفر من درعة تافيلالت، ووفاء شاكر من سوس ماسة، ومحمد عواج من طنجة تطوان، ومحمد ديب من الشرق، وغيرهم من المديرين الإقليميين، في محاولات لكسر شوكة الغضب داخل القطاع التي تتنامى يوما وبعد يوم، بعدما ارتفعت درجة التنسيق بالدعوة إضرابات الأسبوع الجاري.

وبدا الوزير بنموسى في لقاءه التواصلي مع ممثلي هيئات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، الجمعة 20 أكتوبر الجاري، يبحث عن مخرج لوقف نزيف الغضب والاحتقان داخل القطاع بالدفع في اتجاه اقتراحات هذه الهيئات وآرائها في شأن مضامين مشروع القانون المتعلق بالتعليم المدرسي، الذي سبق عرضه عليها خلال الاجتماع الأول المنعقد يوم 10 أكتوبر 2023، والحرص على تضمين الصيغة الجديدة لمشروع القانون بعض ملاحظات واقتراحات ممثلي هذه الهيئات وفق ما تم تدارسه خلال هذا اللقاء، بهدف تحسين وتجويد أحكامه، التي تروم تأسيس مدرسة ذات جودة للجميع، تتوخى تأهيل الرأسمال البشري، مستندة إلى ركيزتي المساواة وتكافؤ الفرص وتحسين التعلمات، بغية تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في الارتقاء بالفرد وتقدم المجتمع، وفق لغة تقرير نشرته الوزارة على صفحتها الرسمية وسارعت لتعميمه على وسائل الاعلام والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.

وسارت جل النقابات التعليمية المركزية الأكثر تمثيلية، بعضها متأخر، في “التنديد ورفض النظام الأساسي الجديد للوزير بنموسى، بعدما تفجر القطاع وعادت التنسيقيات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية تتشكل، وصار من بين نشطاءها أعضاء في تنظيمات نقابية أحسوا بالحكرة والغين والغدر مما حصل، فلم يعودوا يثقوا في تنظيماتهم النقابية بعد سنتين من الإنتظار ووعود الحوار وتصفية ملفات ظلت عالقة لأكثر من 20 عاما، خلفات النظام الأساسي لعام 2003، ولم ينصفها اتفاق 13 أبريل 2011، واتفاق 14 يناير 2023″، وفق تعبيرهم.