من المرتقب أن يصل الاستثمار في قطاع الطاقة بالمغرب خلال الفترة الممتدة ما بين 2016 و 2030 إلى حوالي 40 مليار دولار أمريكي، أي حوالي 390.5 مليار درهم مغربي، منها ما يناهز 30 مليار دولار (292.9 مليار درهم) موجهة لمشاريع توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، بحسب ما جاء في تقرير صادر عن مجلس المستشارين المعد من طرف اللجنة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالتحضير للجنة السنوية لتقييم السياسات العمومية المرتبطة بإنتاج الثروة.

وأفاد التقرير أن مشاريع الطاقة التي يروم المغرب إنجازها ستمثل فرصا استثمارية كبيرة للقطاع الخاص الوطني والدولي، وستمكن من تقليص التبعية الطاقية من 98 بالمائة سنة 2009 إلى أقل من 82 بالمائة في أفق 2030.

مؤهلات بـ275 ألف ميغاواط من الطاقة الريحية 

أشار التقرير إلى أن هذا الهدف الطموح يرتكز أولا على ما يزخر به المغرب من مؤهلات جغرافية واقتصادية وسياسية واجتماعية، وكذا من إمكانات كبيرة من الطاقة الريحية تقدر بـ25 ألف ميغاواط على اليابسة، بما في ذلك ما يقرب من 6000 ميغاواط يمكن إنجازها في أفق 2030، و 250 ألف ميغاواط على ساحل البحر.

 ويتميز المغرب بإمكانات من الطاقة الشمسية قابلة للاستغلال تصل إلى 20 ألف ميغاواط، وينعم البلد بأكثر من 3000 ساعة تحت الشمس، حيث يبلغ متوسط الإشعاع حوالي 6.5 كيلوواط ساعة بالمتر المربع يوميا.

وأوضح التقرير أن المغرب وضع تصورا واضحا للعشرية التي تلي 2020، يروم تقوية تنمية الطاقة المتجددة على نطاق واسع، كرافعة أساسية للاقتصاد الوطني، وعاملا مهما للتقليص من تبعية المغرب الطاقية، ومدخلا لتوفير وسائل تكنولوجية مبتكرة وفعالة للمواطن المغربي، حتى يتمكن من تدبير احتياجاته الطاقية على نحو أفضل.

200 مليون درهم لدعم البحث العلمي في الطاقة 

وعلى مستوى البحث التعليم والبحث العلمي، تم إحداث معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات، بهدف دعم البحث التطبيقي، وتطير الخبرات الوطنية. وأكد التقرير، أنه بعد مرور 4 سنوات على إحداث المعهد بلغ دعم هذه المؤسسة حوالي 200 مليون درهم، وسيمكن هذا المجهود من المساهمة في تكوين رأس مال بشري هام، حيث يستفيد من هذا الدعم أكثر من 280 طالب دكتوراه وطالب ماستر ومهندسين تحت إشراف أكثر من 120 أستاذ باحث مغربي مع نظرائهم الصناعيين في مجال الطاقات المتجددة.

كما قام المعهد بإبرام مجموعة من الاتفاقيات والشركات الوطنية والدولية، ضمنها اتفاقية شراكة مع الوكالة الكورية للتعاون الدولي، من أجل إنشاء مختبر فطو فلطائي، ويعتبر هذا الأخير من المختبرات الصاعدة على الصعيد الدولي لما سيشمله من تجهيزات وتقنيات متطورة لصناعة واختبار فعالية اللوحات الشمسية، وسوف تمول الوكالة الكورية هذه التجهيزات بدعم مالي قدره  20 مليون درهم.