تلعب القروض دورا أساسيا في تغطية تكاليف الدراسات العليا للطلاب المغاربة، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالتعليم الخصوصي الذي يتسم بارتفاع المتطلبات المادية، غير أن اعتماء القروض، لأداء الواجبات المالية المرتبطة بالدراسة، لم يتجاوز بعد سقف فكرة دخيلة لا يعتد بها الآباء في المجتمع المغربي، كونها  ترتبط  فقط بالتصور التقليدي المتمثل في أداء تكاليف سيارة أو اقتناء بيت جديد.

غير أن هذا لا يمنع من وجود مجموعة من العائلات التي تنحدر من الطبقات الوسطى، والتي أصبحت تعتمد بشكل ملحوظ على القروض في أفق الاستجابة للمتطلبات المالية التي تفرضها الدراسات العليا لأبنائهم.

كانت 2007 السنة الشاهدة، على إطلاق مجموعة من المبادرات الرسمية الرامية، إلى تشجيع الانفتاح على القروض كمصدر أساسي كفيل بتغطية تكاليف الدراسة، حيث تم إطلاق صندوق الضمان المركزي للتعليم، من قبل وزارة الاقتصاد والمالية، بالإضافة إلى الاعتماد على المجموعة المهنية للبنوك المغربية، وكان الهدف هو تشجيع قطاع التعليم العالي الخاص في المغرب، لا سيما المرتبط بتخصص الهندسة.

ويتم الاعتماد على القروض المالية كمورد أساسي في تغطية تكاليف التسجيل في المعاهد والكليات العليا التي تندرج في إطار التعليم الخصوصي، ويشار أن القروض يتم اعتمادها أيضا في تكاليف التغطية الصحية التي تعتبر ضرورة لا حياد عنها بالنسبة للطالب.

كما تغطي هذه القروض مدة مهمة في مسار تكوين الطالب، وهي التي تتحدد في 5 سنوات، بالإضافة إلى الاستفادة السنوية من مبلغ مادي مهم يقدر ب50000 درهم، والذي يمكن الطالب طيلة فترة الدراسة من متابعة الدراسة على النهج الذي يجعله في مأمن من الإكراهات المادية التي يمكن أن تعيق مساره الدراسي.

وبخصوص صندوق الضمان، يتبين أنه من ضمن صيغ التمويل المعتمدة حاليا هي القروض الموجهة لصالح الطلبة، حيث أن المؤسسات البنكية تدر أرباحا توصف بالمهمة بفضل هذه القروض، وتقدر نسبة الربح ب 6,5 في المائة.

الشركة العامة للأبناك

تقترح الشركة العامة صيغتها الجديدة التي يمكن اعتمادها في تغطية تكاليف الدراسة بشكل مشابه بالصيغ المعتمدة خارج المغرب، الأمر الذي يقتضي الاستجابة لشرطين أساسين الأول المتمثل في تغطية التكاليف العامة التي تقدر ب50000 درهم بشكل سنوي، بالإضافة إلى استيفاء مجموعة من الأداءات المرتبطة بالطالب والتي تصل إلى مستوى 35000درهم.

البنك الشعبي

يعتبر البنك الشعبي واحدا من أهم البنوك التي توفر القروض للطلبة، من خلال الاعتماد على الشراكات التي يبرمها البنك مع الكليات والمعاهد العليا، من قبيل جامعة الأخوين، حيث تقدر قيمة القروض في السلك العادي ب100000 درهم، بينما ترتفع التكاليف حينما يتعلق الأمر بسلك الماستر والدكتوراه.

بنك BMCI

يعتمد هذا البنك أيضا على الشراكات مع المعاهد، خصوصا التي تهتم باستقطاب الطلبة المؤهلين لاجتياز تكوين الأقسام التحضيرية والذي يدوم سنتين، الأمر الذي يستلزم ما قدره 120000 درهم سنويا، ويستمر هذا الدعم لمدة 5 سنوات.

ترجمة بتصرف: عن جريدة “ليكونوميست“