أكد زكرياء بلغازي، مدير الطيران المدني بوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، اليوم الأربعاء 28 دجنبر الجاري بالرباط، أن المغرب ومجلس التعاون الخليجي يطمحان لجعل التعاون في مجال الطيران المدني أحد الروافد الأساسية الكفيلة بالارتقاء بهذا القطاع الحيوي، بما يساهم في إرساء دعائم الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الطرفين.

وأوضح بلغازي في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال الاجتماع الذي تنظمه الوزارة على مدى يومين، حول التعاون بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي في مجال الطيران المدني، أن هذا اللقاء يروم أساسا وضع إطار للتعاون بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي في مجال الطيران المدني بشكل مستمر ومنظم في الزمن وبآليات محددة.

وأشار إلى أن حركة النقل الجوي مع دول مجلس التعاون الخليجي عرفت تطورا ملحوظا خلال العشرية الأخيرة، حيث انتقل عدد المسافرين من 254 ألف مسافر خلال سنة 2006 إلى أزيد من مليون مسافر سنة 2015، مسجلا أن الحركة الجوية عرفت أيضا ارتفاعا بنسبة 12,5 في المائة ما بين 2004 و2015.

وشدد على أن الاستراتيجية المعتمدة من قبل المغرب لتطوير وعصرنة النقل بمختلف أنماطه تولي اهمية بالغة لتطوير وتحديث قطاع الطيران المدني نظرا لكونه يشكل دعامة أساسية وحيوية بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

وسجل أن قطاع النقل الجوي بالمغرب عرف خلال العشرية الأخيرة تطورا ملموسا، تمثل في ارتفاع عدد المسافرين بمعدل سنوي بلغ 6 في المائة، لافتا إلى أن عدد المسافرين وصل إلى 17,6 مليون مسافر سنة 2015 فيما تضاعف عدد الرحلات بأكثر من مرتين ليصل إلى 1376 رحلة أسبوعية خلال موسم صيف 2016.

كما عرفت هذه العشرية، يضيف المسؤول المغربي، دخول فاعلين وطنيين جدد إلى جانب شركة الخطوط الملكية المغربية يعملون في مجال النقل الجوي المنتظم، علاوة على إحداث فاعل وطني متخصص في النقل الداخلي والجهوي ودخول العديد من الشركات الأجنبية للأجواء المغربية وصل عددها حاليا إلى 45 شركة تقدم خدمات منتظمة نحو المغرب، من بينها 17 شركة طيران منخفضة التكلفة.

واعتبر أن قطاع الطيران يضطلع بدور أساسي في مواكبة الأهداف المسطرة لتنمية القطاع السياحي وتحقيق الاندماج المجالي عبر فك العزلة عن المناطق النائية، وتهيئة التراب الوطني من خلال المشاريع المهيكلة، فضلا عن مساهمته في تدعيم القطاع الصناعي عبر إحداث وحدات صناعية مرتبطة بقطاع الطيران المدني.

وأشار إلى أن وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك عملت على وضع استراتيجية تنموية لقطاع الطيران المدني يطلق عليها اسم “سياسة أجواء” تمت بلورتها انطلاقا من عدة دراسات وأبحاث ميدانية بهدف تحقيق تنمية مندمجة ومهيكلة لهذا القطاع في أفق 2035.

من جانبه أبرز خالد حمد العليان، مدير إدارة النقل والمواصلات وعضو الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أن تنظيم هذا اللقاء الخاص بقطاع الطيران المدني يأتي تفعيلا لتوصية فريق العمل المشترك المختص في مجال النقل على إثر الاجتماع الأول لهذا الفريق الذي احتضنته الرياض خلال شهر أبريل المنصرم.

وأشار إلى أن اللقاء يروم الارتقاء بالتعاون القائم بين المملكة المغربية وبلدان الخليج في مجال الطيران المدني، لافتا إلى أن المواضيع المدرجة في جدول أعماله تحيل على الأهمية التي يوليها الطرفان لهذا القطاع الحيوي، بمشاركة مسؤولي الأمانة العامة للمجلس وسلطات الطيران المدني بكل من السعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان، فضلا عن الجانب المغربي.

ويتضمن برنامج هذا اللقاء تقديم مداخلات من طرف مسؤولي النقل الجوي والطيران المدني من الجانبين تتمحور أساسا تحول النقل الجوي بين المغرب ودول الخليج وآفاق تدعيم حركة النقل والربط الجوي بين مطارات المملكة ودول المجلس، وكذا ملاءمة القوانين المغربية مع تشريعات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالسلامة الجوية، فضلا عن البرامج التدريبية في مجال الطيران المدني ومشاركة القطاع الخاص والاستثمار المشترك في قطاع النقل والمواصلات.