قال حسن الورياغلي المدير العام  للهولدينغ الملكي “الشركة الوطنية للاستثمار”، إن المجموعة أطلقت استراتيجية تنموية على المستوى الإفريقي، فبعد أن أصبح “التجاري وفابنك” رائدا في الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، يسعى البنك أن يبلغ نفس الهدف في الدول الإفريقية الناطقة بالإنجليزية، بما في ذلك مصر ورواندا، ودول أخرى في شرق إفريقيا.

وأضاف الورياغلي، في حوار مع موقع 360، “لدينا طموح كذلك للاستثمار في الذهب من خلال شركة (مناجم) التي لديها إنتاج محدود نسبيا، وترمي إلى أن تبلغ إنتاجها الكبير الذي يقدر بـ250 ألف أوقية من الذهب في أفق عام 2020″، وأشار إلى أن الاستثمار الأخير الذي أطلقته الشركة في غينيا، يتوقع أن يصل حجم موارد الذهب بنحو 3 ملايين أوقية، “وسوف نقوم بالتنقيب في كل من غانا والسينغال والكوت ديفوار”، وفق ذات المتحدث.

وفي ذات الصدد، تسعى شركة “تأمين الوفاء” أن تبلغ الريادة في الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، من خلال نشر نموذج التأمين البنكي، الذي أقيم في المغرب وعرف نجاحا كبيرا في تونس.

وأكد الورياغلي أن المشروع المشترك مع مجموعة “لافارج هولسيم” في إفريقيا جنوب الصحراء، يهدف إلى يكون الأول في إنتاج مواد البناء في 12 بلدا إفريقيا ناطقا بالفرنسية، مذكرا، “نحن بالفعل نعمل في ساحل العاج والكاميرون وهي الدول المحورية في المنطقة”.

وكشف مدير الهولدينغ الملكي، أن الشركة الوطنية للاستثمار أسست وجودها القوي في إفريقيا جنوب الصحراء، منذ 15 عاما على الأقل. “ونحن نعمل الآن في أزيد من 20 دولة، من خلال خمسة مجالات مختلفة، حيث نحصل على الريادة في كثير من الأحيان”، يضيف الورياغلي موضحا، أن الهولدينغ الملكي بدأ منذ وقت طويل في استراتيجية تنمية إفريقيا، خاصة في الدول الناطقة بالفرنسية في شرق ووسط القارة، حيث أن لهذه الدول علاقات متميزة وتاريخية مع المغرب التي سهلت تحقيق هذه المشاريع.

“وأما استراتيجيتنا الحالية، هي توسيع نطاق أعمال الشركة نحو البلدان الإفريقية الواعدة، بما فيها الناطقة باللغة الإنجليزية”، على حد تعبير الورياغلي الذي أعطى مثالا باستحواذ “التجاري وفابنك” على بنك “باركليز” المصري، وشرع في التوقيع على مذكرة تفاهم للحصول على حصة الأغلبية لـ”Cogebank” في رواندا، فضلا عن فرص استثمارية في قطاعات أخرى، تجري دراستها حاليا.

وفيما يتعلق بالمخاطر التي يمكن أن تنجم عن الاستثمار في إفريقيا، أفاد الورياغلي أن مجلس إدارة الشركة الوطنية للاستثمار يتشكل من عدد من المدراء ذوي الخبرة، فضلا على أن الشركة أعلنت تحولا في نهاية 2014، من خلال تحسين الحكامة وخلق العديد من اللجان المتخصصة، بما في ذلك اللجنة الاستراتيجية التي تقوم بمراجعة جميع الاستثمارات الكبرى في إفريقيا وتقييم المخاطر المتوقعة وتحليلها ومناقشتها. “ومن الملاحظ أن تنوع الصفقات التي يتم إبرامها في مناطق جغرافية مختلفة، من شأنه التخفيف من حدة المخاطر”، يضيف ذات المصدر.

وأفاد الورياغلي، أن الشراكة المهمة التي أقيمت بين المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة “داغناوت” في نيجيريا، يمكن أن تتكرر في مجالات أخرى مع مستثمرين أفارقة كبار، حيث أن المجموعة المغربية تسعى لإقامة شراكات مع مؤسسات إفريقية، ومن شأن ذلك أن يؤتي قيمة مضافة للأطراف أصحاب المصلحة.

وتسعى الشركة الوطنية للاستثمار إلى أن تحصل على دعم شركاء يعملون في إفريقيا. وبما أن الشركة قد حققت رقم معاملات كبير في مختلف القطاعات البنكية والتعدين ومواد البناء والتأمين والطاقة، تسعى في المستقبل أن تستثمر في الطاقة والسياحة.

وكشف الورياغلي، أن الشركة الوطنية للاستثمار من خلال فرعها “ناريفا” للطاقة قد دخلت في شراكة طموحة مع مجموعة “إينرجي” للاسثمار في مجال الطاقة النظيفة في شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء. “وهدفنا المشترك هو إنتاج ما بين 5000 ميغاواط و6000 ميغاواط في أفق 2025″، يضيف ذات المصدر.