اعتبر تقرير أن إقامة مشروع ماكرو- فلاحي بمدينة كلميمة، قرب منبع عيون المنطقة، وحفر ثقوب مائية ضدا على كل الأعراف التي تسير ‘الماء’ في المنطقة، سيؤدي إلى تناقص الفرشاة المائية من جهة ومن جهة ثانية سيحسب قوة الصبيب من العيون والينابيع التي تزود الوادي.

وحسب التقرير الذي أعده المكتب المركزي لحركة الشباب الأخضر، فإن المشروع الذي جاء في إطار مخطط المغرب الأخضر، وبلغ نهايته قبل أيام يستهدف استغلال مساحة أرضية شاسعة تم تفويتها كراء من طرف السلطة المحلية لفائدة مستثمر بالأساس هو برلماني، مشيرا إلى أن المشروع يسعى إلى إقامة ثقوب مائية لسحب المياه من الفرشاة المائية ضدا على كل الأعراف التي تسير ‘الماء’ في المنطقة.

وأورد التقرير الذي وصل “لكم” نسخة منه، أن أعضاء من المكتب المركزي للحركة بمعية بعض نشطاء المنطقة، وقفوا على خطورة الوضع المائي، بعد زيارتهم لسد تيفوناسين الذي يزود مدينة كلميمة والواحة بمياه السقي وهو السد الذي بني في الحقبة الاستعمارية والذي تسيره أعراف القبائل القاطنة بالمنطقة.

وأبرزت الوثيقة أن خطورة الوضع المائي جلية للعيان، رغم أن موسم الأمطار هذه السنة كان جيدا، وواضحا مدى تناقص الحقينة المائية للسد بسبب تناقص صبيب العيون، مشيرة إلى نشطاء المنطقة أفادوا بأن فائض الماء المتسرب من السد حسب الاتفاق القبلي يجب أن يسمح بمروره لمنطقة مجاورة.

في ذات السياق، وقف التقرير على مدى ما تعرفه الواحة من مشاكل على مستوى العمراني والعقاري، بحيث أن هناك اكتساحا للمنطقة المشجرة، مرجعا الأمر إلى أسباب عديدة، منها : ضيق المجال العقاري المخصص للبناء مما يدفع الساكنة مرغمة على اقتطاع مساحات من الأرض المخصصة للزراعة والنخيل من أجل الاستجابة لحاجياتها الطارئة والمتزايدة بسبب تزايد عدد سكان الواحة، عدم احترام خصوصيات الواحة في المجال العمراني بحيث لاحظ التقرير اكتساح البناء العشوائي سواء من حيث التصاميم أو مواد البناء أو مستوياته بحيث لا تحترم المعايير الموحدة، كما لا تحترم خصوصية المدينة-الواحة من حيث قيمتها التراثية والتاريخية، وهو ما يهدد بضياع إرث عمراني وتاريخي هام، إرث يجب تصنيفه عاجلا ضمن الرأسمال اللامادي للمغرب وبالتالي تثمينه.

أما بخصوص الجانب العمراني، فقد سجل التقرير وجود خلل بنيوي في تصميم المدينة، بحيث إن السماح بالبناء العشوائي في أطراف متناثرة من الواحة وبشكل غير مهيكل أو منظم، ولو تم ضمن شروط تحترم العمراني الواحي، إلا أن ذلك يهدد الفرشاة المائية بالتلوث نظرا لعدم وجود قنوات الصرف الصحي، مهتبرا الأمر مشكل ذو أبعاد خطيرة يهدد صحة المواطنين، بحيث وكما أفاد بعد النشطاء بدأت بعض الأمراض بالظهور بنسب متفاوتة وهي أمراض لم تكن معروفة من قبل بين أبناء الواحة والتي يرجح، في غياب بحث ميداني صحي وبيئي، أن من بين أسبابها التلوث الناتج عن آبار الواد الحار العشوائية.

من جهة أخرى، وقف أعضاء حركة الشباب الأخضر، ضمن جولة قاموا بها في نواحي الواحة، على مشكل الحرائق التي تهدد الواحة بشكل حاد، والتي كان لأعضاء الحركة فرصة معاينة إحداها بشكل مباشر ليلة الأحد / الاثنين، وهي الحرائق التي تظل مجهولة الفاعلين والأسباب، لكن ما يجعلها محط شك هو توقيتات اندلاعها، حيث غالبا ما تندلع في الصباح الباكر أو ليلا.

وأشار التقرير، إلى أن أعضاء الحركة وقفوا على ضعف التجهيزات التي تعانيها الواحة فيما يتعلق بمكافحة الحريق، ومدى العناء الذي يواجهه رجال الوقاية المدنية في سعيهم لإطفاء الحريق بالوسائل المتاحة لديهم، وهو الأمر الذي يطرح دائما سؤال التمكين في ظل التثمين، وفق التقرير.