بعيون مغرورقة بالدموع، ومحيا تملؤه الحسرة على وفاة ابنتها، سردت أم خديجة السويدي، الفتاة ذات 17 سنة التي أحرقت نفسها ببنكرير بعد أن تم الاعتداء عليها جنسيا، (سردت) كيف تم تعنيف ابنتها، من قبل 8 أشخاص، حيث تم اختطافها وحبسها لمدة 3 أيام مارسوا عليها خلالها أبشع أساليب الاعتداء الجنسية.

وأوردت فاطمة فرح أم الضحية، أثناء اللقاء الذي عقده “اتحاد العمل من أجل محاكمة ظاهرة العنف والاغتصاب الجنسي”، اليوم الجمعة 10 مارس الجاري، في إطار محكمة النساء الرمزية السادسة عشر، أن خديجة عندما تقدمت بالشكاية للدرك الملكي، أحالها على المحكمة التي أطلقت سراح المغتصبين بعد مرور 5 أشهر من التحقيق، “حيث بدؤوا يهدودنني وابنتي بنشر فيدوهات الاغتصاب على العموم، الأمر الذي دفع خديجة للانتحار”، تقول أم الضحية.

حالة أخرى رفضت ذكر اسمها، حكت كيف أن زوجها اغتصب ابنته الصغيرة التي تبلغ 10 سنوات، مشيرة إلى أن الدرك الملكي بالقليعة، حملوها مسؤولية اغتصاب الفتاة الصغيرة، “وبعد مسيرة من المعاناة حكمت عليه المحكمة بـخمس سنوات من السجن، قضى منها حاليا 3 سنوات”، وفق تعبير صاحبة الشهادة.

وفي قصة أخرى أوردت حنان، التي تبلغ من العمر 16 سنة، أنها تعرفت على شخص وعدها بالزواج، مشيرة إلى أنه لم يتم اغتصابها، بل ذهبت معه عن طيب خاطر، قائلة: “الشخص الذي مارست معه الجنس يبلغ 30 سنة وأنا كنت أبلغ في تلك الفترة 16 سنة، ونتج عن تلك العلاقة حمل، وقدمت شكاية، ولم تحكم عليه المحكمة بعد”.

وقالت حالة أخرى من الدار البيضاء تبلغ 17 سنة: “جا خطبني واحد السيد، طلب أن أخرج معه، أخذني إلى واد الشراط، صرفقني، وحاول اغتصابي وهربت فقام بامساكي، أخذني إلى الطبيب وأجرى لي شهادة العذرية وبعد ذلك أخذني إلى منزله ووضع لي منوما لمدة 3 أيام، وعندما استفقت وجدت نفسي مغتصبة، وعندما حضرت عائلتي قالوا لهم إذا خرجت من منزلنا لن نعترف بها، وبقيت في منزلهم ثلاثة أشهر، ومورست علي جميع أنواع العنف”.

وأضافت الضحية صاحبة الشهادة، “عندما استطعت الهروب، سجلت شكاية، لدى للدرك الملكي، التي أحالت القضية على المحكمة، وبالرغم من أنه مدان، تركوه يسافر إلى إسبانيا، وعندما رجع حكموا عليه بعقد القران وأنا لا أريد أن أعقد قراني عليه”، تقول حنان، مشيرة إلى أن وكيل الملك ببن سليمان كان يقول لأبيها “خد بنتك شوف فين تربيها”.

وأوردت شاهدة أخرى كيف تم تزويجها وهي تبلغ 12 سنة، حيث تم اغتصابها من قبل الزوج بشكل عنيف، الأمر الذي أدى إلى نزيف، مستطردة: “لم أستمتع بأي حق من حقوقي، عشت معه في ظروف مزرية، مارس علي جميع أنواع العنف الجنسي، عشت 13 سنة بدون أن أخرج، ولا أن أقوم بتلقيح أولادي”، تقول المتحدثة خلال اللقاء الذي حمل شعار، “صرخة المغتصبة فين الحماية، فين العدالة”.