قالت خديجة الرياضي الفاعلة الحقوقية والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، إن كل المؤشرات تؤكد أن الحقوق والحريات بالمغرب في تراجع خطير.

وأشارت الرياضي خلال ندوة صحافية من تنظيم “نساء مغربيات ضد الاعتقال السياسي” حول اعتقال الناشطة فاطمة الزهراء ولد بلعيد إلى أن المؤشرات الوطنية والدولية تؤكد الوضع الكارثي للحقوق والحريات، سواء ما تعلق بحرية الصحافة أو مؤشرات الشفافية وغيرها.

واعتبرت الرياضي أن الحكومة الجديدة دشنت ولايتها بانتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمغاربة، ومن ذلك الزيادات في الأسعار، إضافة إلى الهجوم على الحريات وعلى المحتجين، رغم أن الحراكات والاحتجاجات أمر عادي أمام هذه الأوضاع الكارثية.

وأشارت الحقوقية إلى أن اعتقال فاطمة الزهراء ولد بلعيد “سيمان” يأتي في إطار هذه الاحتجاجات التي يعرفها المغرب، معتبرة أن اعتقالها تعسفي وانتقامي بسبب انخراطها في عدة احتجاجات.

ونبهت الرياضي إلى أن اعتقال سيمان جاء بعد مشاركتها في احتجاجات من قبيل تلك المتعلقة بفرض جواز التلقيح، وكذا رفض شروط بنموسى لولوج مهنة التدريس، حيث قام عميد كلية الحقوق بطنجة برفع شكاية ضدها بالاسم الكامل ورقم البطاقة، بدعوى اقتحام المؤسسة وتحريض الطلبة على مقاطعة الدروس والتجمهر، مع عدم انتسابها للكلية، فضلا عن تحريك شكاية أخرى تدخل في نزاعات الشغل وتعود لشهر غشت الماضي.

وسجلت المتحدثة أن الاعتقال لا مبرر له، والشكايات الموضوعة لا تستوجب الاعتقال، ولا توجد حالة تلبس خلافا لما جاء في المحاضر، مشيرة إلى أنه كان يتعين استدعاء الناشطة وليس اعتقالها من بيتها تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، وحجز حاسوبين لا علاقة لهما بالشكايتين.

وأكدت الرياضي أن الاعتقال انتهاك لقرينة البراءة ومس بأحد أهم معايير المحاكمة العادلة، رغم أن المعنية تتوفر على كل ضمانات الحضور، ولا خطر منها، متسائلة “ماهي الضرورة القصوى التي جعلت اعتقالها ضرورة، أليس الترهيب والقمع والانتقام من نشاطها؟”.

وشددت الرياضي على أن اعتقال سيمان تعسفي وتحكمي الغرض منه الانتقام والتضييق على المناضلين بشكل عام، وترهيب الطلبة والمحتجين المطالبين بحقوقهم.

وطالبت “نساء مغربيات ضد الاعتقال السياسي” بالإفراج عن سيمان وإرجاع المحجوزات، مع وقف التعسفات على النشطاء واحترام الحق في الاحتجاج والاستجابة للحركات الاجتماعية بدل قمعها.

كما دعت إلى الإفراج عن معتقلة أخرى بمدينة طنجة “هاجر” بعد مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية ضد فرض جواز التلقيح، منتقدة جعل القمع والاعتقالات جوابا على الاحتجاجات.

وخلصت الرياضي إلى المطالبة بالإفراج عن معتقلي الريف والصحافيين والمدونين والنشطاء ومعتقلي الحراكات الاجتماعية بمختلف المدن، والناشط نور الدين العواج، مطالبة السلطات بتحمل مسؤوليتها فيما آلت إليه صحته من تدهور.