حقوق

أكبر جمعية حقوقية بالمغرب تدين الأحكام الصادرة في قضية هاجر وتطالب بوضع حد للتوظيف السياسي للقضاء

لكم

أدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الأحكام الصادرة ضد هاجر الريسوني ومن معها، معتبرة أن المحاكمة لم تتوفر على شروط وضمانات المحاكمة العادلة وأولها قرينة البراءة.

وأوضحت أكبر جمعية حقوقية بالمغرب، في بلاغ أصدرته اليوم الأربعاء، أن الأحكام الصادرة في حق هاجر وخطيبها والطبيب ومساعديه، مجانبة للصواب قانونيا وواقعيا ومناقضة تماما، لما قدمه الدفاع خلال المحاكمة من دفوع وحجج وبراهين تفند كل ادعاءات النيابة العامة وتبرئ جميع المتابعين.

 

وفيما يخص الخبرة الطبية، اعتبر الجمعية، أن النيابة العامة قدمتها كدليل إدانة، تحولت إلى صك اتهام لمن أمر بها، مشيرة إلى أنه “أنجزت قسرا بغير رضا هاجر وعرضتها لممارسات مهينة وماسة بالكرامة وافعال يجرمها القانون، من لدن الشرطة والأطباء أثناء الخبرة”.

وندد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بحملة التشهير الإعلامية والمنتهكة لقرينة البراءة ولأخلاقيات مهنة الصحافة، والحق في الخصوصية، ونشر أسرار طبية والتشهير بالطبيب، معتبرة ما تعرضت له هاجر انتهاكا للحق في الخصوصية ومسا بحقوقها كضحية.

واستنكرت الجمعية، ما وصفته ب”تسخير القضاء للترهيب والانتقام”، من الأشخاص المنتقدين والمخالفين للسلطة، وللضغط على الصحفيين “غير الموالين لها”، مطالبة بجعل حد للتوظيف السياسي للقضاء ولاستعماله في تصفية الحسابات السياسية.

وطالبت الجمعية، بالإفراج عن جميع المعتقلين في قضية هاجر الريسوني، وجبر أضرارهم، وفتح تحقيق في ظروف وملابسات ايقافهم واعتقالهم والانتهاكات “الصارخة” التي تعرضت لها حقوقهم.

وكانت المحكمة الابتدائية في الرباط، قد قضت أول أمس الإثنين، بحبس الصحفية هاجر الريسوني، لسنة نافذة بتهمة الفساد وقبول الإجهاض من الغير، وسنة أخرى في حق خطيبها السوداني الحقوقي رفعت الأمين، من أجل الفساد والمشاركة في الإجهاض، فيما قضت بالسجن النافذ سنتين للطبيب محمد جمال بلقزيز، وغرامة 500 درهم وأدانته من أجل الإجهاض والاعتياد على ممارسة الإجهاض وسنة سجنا موقوفة التنفيذ في حق طبيب التخدير، فيما حكمت في حق كاتبة الطبيب ب 8 أشهر موقوفة التنفيذ.

وطالبت منظمات حقوقية دولية، بالحرية لهاجر، متهمًة السلطات باستخدام القوانين لتخويف الصحفيين، بحسب بيانات منفصلة.

وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، إن الحكم يمثل “صفعة شديدة لحقوق المرأة في المغرب”.

ودعت هبة، في بيان، السلطات المغربية إلى “إلغاء هذه الإدانة”، وإطلاق سراح هاجر فورًا من دون قيد أو شرط، وكذلك إطلاق سراح الآخرين المتهمين في القضية.

كما أدانت منظمة “مراسلون بلا حدود” الحكم بحق هاجر،  واصفة هذه المتابعة القضائية بـ”الشرسة”، بحسب بيان على موقعها الإلكتروني.

واعتبرت أن الحكم “مُجحف إلى حد كبير، فمن غير المقبول بتاتًا استخدام خصوصية الصحفيين كوسيلة للضغط عليهم”.

ومن جهته، دعا أحمد بنشمسي، مدير التواصل والمرافعة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إلى إطلاق سراح هاجر.

وقال بنشمسي، في تغريدة عبر “تويتر”، إن “الدولة المغربية تستغل القوانين لتخويف الصحفيين”.

  • المقال التالي

    الآن

    يُمكنكم تحميل تطبيقنا الرسمي

    الآن يُمكنكم تحميل تطبيق موقع "لكم" المزيد +