كشفت دراسة صادرة عن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، أن 17 عملية انتحارية نفذها مغاربة موالون لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ما بين دجنبر 2015 ونونبر 2016. ذلك يجعل الدواعش المغاربة يتبوؤن المركز الثاني في تنفيذ العمليات الانتحارية من طرف الدواعش الأجانب، أي الذين لا ينحدرون من العراق وسوريا، حيث نقذوا 186 عملية، خلال الفترة المذكورة.

 واحتل دواعش طاجكستان المركز الأول بتنفيذ 27 عملية انتحارية، واحتلت السعودية كذلك المركز الثاني ب17 عملية. فيما حل دواعش تونس في المرتبة الثالثة ب14 عملية انتحارية، متبوعين بالروس (13 عملية)، والمصريين (11 عملية)، والفلسطينيين (9 عمليات).ونفذ الدواعش الذين ينحدرون من إيران والصين 7 عمليات، ثم ليبيا بـ4 عمليات. وجاء الدواعش الذين ينحدرون من الجزائر في المركز العاشر إلى جانب الفرنسيين والبريطانيين والأفغان واليمنيين والهنود والألمان حيث قاموا بعمليتين من مجمل العمليات الانتحارية التي نفذها المنتمون إلى ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.

وخلصت الدراسة إلى أن 20 في المائة من منفذي الهجمات الانتحارية هم أجانب، أي لا ينحدرون من سوريا والعراق، حيث قدرت عددهم بـ186 انتحاريا. في حين نفذ الانتحاريون الذين ينحدرون من العراق 182 عملية بنسبة 77 في المائة، في مقابل 104 عملية انتحارية نفذها السوريون، وهو ما يمثل 65 في المائة من العمليات الانتحارية التي نفذها المنتمون لتنظيم “داعش” ما بين 1 دجنبر 2015 و30 نونبر 2016.

وأشار المركز الدولي لمكافحة الإرهاب ومقره لاهاي، إلى أن 62.5 في المائة من العمليات الانتحارية ارتكبت في العراق، و24.2 في المائة تم تنفيذها في سوريا، و5.3 في المائة بالحدود السورية العراقية، وشهدت ليبيا تنفيذ 3.8 في المائة من العمليات الانتحارية، واليمن 1.7 في المائة، و1.7 في المائة من العمليات الانتحارية تم تنفيذها في منطقة خراسان، و0.7 في المائة في بنغلادش، بينما شهدت مصر 0.1 في المائة من العمليات الانتحارية.

وفي ذات السياق، أكد تقرير صادر عن المركز المغربي لدراسة الإرهاب والتطرف، أن سنة 2016 سجلت أعلى نسبة في في عدد القتلى من المغاربة المقاتلين بسوريا والعراق، التي وصلت إلى 38 في المائة، متبوعة بسنة 2015 التي شكل عدد القتلى خلالها ما نسبته 25 في المائة، وسنة 2014 بـ25 في المائة، ثم 8 في المائة سنة 2013 و4 في المائة سنة 2012.

وأوضح التقرير أن 77 في المائة من العينة المدروسة قتلوا خلال مواجهات عسكرية، فيما قتل 21 في المائة في عمليات انتحارية أو ما يصطلح عليه في أدبيات الحركات الجهادية بالعمليات “الانغماسية”، فيما قتل شخص واحد فقط في “عملية كمين” ويتعلق الأمر بـ”أبو أسامة المغربي” (عبد العزيز المحدالي) الذي يعتبره “داعش” أميرا في التنظيم.

وكان معهد “ستراتفور” للدراسات الاستراتيجية والأمنية، أكد أن المغرب يواجه تهديداً إرهابياً أقل بكثير من جيرانه في شمال إفريقيا، بصرف النظر عن كونه مصدراً أساسياً للجهاديين الذين يقاتلون تحت راية “داعش” والجماعات الجهادية الأخرى بالمنطقة. حيث يتراوح عدد الجهاديين المغاربة بكل من سوريا والعراق حوالي 1200.

وأفاد المعهد  أن تسجيلات “سنجار” التي عثرت عليها قوات الجيش الأمريكي في منزل آمن لتنظيم القاعدة في مدينة سنجار شمالي العراق،  كشفت أن المغاربة كانوا أكثر المتطوعين لتنفيذ العمليات الانتحارية التي كانت تندرج ضمن الواجبات الأولية لـ91 بالمائة من المقاتلين المغاربة.

وأضاف المعهد، “يعني هذا الميل نحو التفجير الانتحاري، أن عددا قليلا من المغاربة الذين لازالوا على قيد الحياة، سيذهبون إلى تطبيق المهارات التي اكتسبوها في العراق أثناء عودتهم للوطن”.