يعود باسكال بونيفاس للحديث عن الترابط الوثيق بين الكرة وشؤون الوحدة الإفريقية، في الوقت الذي شهدت فيه الدورة 34 لكأس أمم أفريقيا نشاطا مكثفا في ساحة كوت ديفوار.

في حوار أجرته معه مجلة “جون أفريك”، اعتبر مؤلف عدة كتب حول الجغرافيا السياسية للرياضة، أن ما يُعرف بـ “غسيل الرياضة”، أي إخفاء أوجه النظام الأكثر انتقادا من خلال الرياضة، أمرا لا وجود له”.

وقال إن هذه الرؤية التي تولد هي ذات حدين لأنها تنطبق أيضا على أوجه النظام السلبية. “نرى ذلك على سبيل المثال في حالة المملكة العربية السعودية، التي تعد الدولة الأكثر إيلاء للرياضة من حيث الاستثمار في التسويق للبطولات: لا يُسكت هذا الإجراء انتقادات حول طبيعة النظام السعودي، بل على العكس من ذلك.” يضيف باسكال بونيفاس.

وتابع قائلا: “الناس ليسوا غافلين. إنهم يميزون بين الزعيم الذي لا يروق لهم وبين الفريق. إذا كان زعيم الدولة يحاول استغلال الأمور بشكل واضح، فسيؤدي ذلك إلى زيادة انعدام شعبيته. إذا رأينا بشكل أساسي أن الهدف هو تعويض أفعال سياسية غاية في الجدل، فلن يكون هذا كافيا لإصلاح الأمور.”

Pascal Boniface : « Le sportwashing n’existe pas » https://t.co/8FbhbuuAPJ

— Jeune Afrique (@jeune_afrique) January 27, 2024

بالنسبة لواحد من أبرز المحللين الإستراتيجيين الفرنسيين، لم يكن هذا الحال في المغرب، عندما استقبل الملك اللاعبين بعد عودتهم من كأس العالم.

وقال بونيفاس: “محمد السادس غير مُعارَض. إذا كان ذلك قد حدث، فإن أداء المنتخب الوطني لن يكون كافيا لاستعادة وضعه. في هذه الحالة، جاءت اللقاءات لتساهم في تعزيز شرعية وشعبية الحاكم.”

واعتبر أن تنظيم هذه الفعاليات والمشاركة فيها، هي وسيلة أيضا لتوحيد الشعوب الإفريقية. واستشهد باسكال بونيفاس بفترات الاستقلال، حينها ساهم منتخب كرة القدم الوطني في تعزيز الهوية الوطنية التي كانت ضعيفة في الدول الأفريقية.

وقال بونيفاس: ” في عام 2005، فرض تأهل منتخب ساحل العاج لكأس العالم جدول أعمال للسياسيين لتحقيق السلام.” وأضاف أنه عندما تبدأ المنافسة، تختفي الفروقات بين الطبقات الاجتماعية، والثروة، والجنس، والاتجاهات السياسية، والدين، وهذا ليس خاصا بالإفريقي.

وأشار إلى أن الجميع المنتخب الوطني، من رئيس الدولة إلى ساكن الأحياء الأكثر فقرا. ذلك أن “الرياضة تُظهر هذا التناقض بين أن تكون مشعة على نطاق عالمي وفي الوقت نفسه، وبينما تقوم عملية التفاعل مع العالم بدور حامض على الهوية الوطنية، إلا أنها تعيد إنشاء الهوية الوطنية والمحبة الوطنية.” يضيف بونيفاس.

ثم قال إن كل المغرب كان فخورا للغاية بأن يكون قد فاز بحق استضافة كأس العالم لعام 2030″، مشيرا إلى أن هناك نوعان من الفخر: “أداء جيد للفريق الوطني في المنافسة والحصول على حق تنظيم هذه المنافسة.” يقول بونيفاس.

وأجاب بأن الهدف الوطني من تنظيم البطولة، هو تحقيق التهدئة وخلق جو إيجابي في البلاد بحيث تسود عوامل الوحدة على عوامل الانقسام، على الأقل أثناء فترة البطولة. أما من الناحية الدولية، فإنها فرصة لإظهار أن البلاد قادرة على استضافة منتخبات من بلدان مختلفة تماما، بالإضافة إلى استقبال جماهير وصحفيين من جميع أنحاء العالم.

“إنها لحظة لعرض إنجازاتها وأفضل وجه لها لبقية العالم.” يضيف صاحب كتاب “من يجرؤ على نقد إسرائيل؟”