ماذا يحمل المستقبل للأعمال البنكية؟ وكيف يمكن للأبناك مواجهة التحديات لبناء مستقبل أكثر إشراقا؟ هذا بالضبط ما يجب عنه تقرير “المشهد المصرفي في عام 2035: ثلاثة سيناريوهات مستقبلية” الصادر عن مجلة “ذي إيكونوميست” الأمريكية.

وأفاد التقرير أن البنوك منذ الأزمة المالية لعام 2008، واجهت مشاكل تتعلق بسمعتها. “في الواقع تصنف الخدمات المالية دائما ضمن القطاعات الأقل جدارة بالثقة” يقول التقرير استنادا على مقياس ” باروميتر الثقة إديلمان” لعام 2022، حيث أكد 54 في المائة من المستطلعين عدم ثقتهم بالأبناك.

مع المضي قدما حتى عام 2035، يتصور السيناريو الأول عالما تمارس فيه البنوك التحول الرقمي لإعادة تأهيل صورتها، حسب التقرير، فقد عززت البنوك خصوصية البيانات وضمانات الحماية من الاحتيال السيبراني وأيدت اللوائح التي تركز على المستهلك.

ويوضح التقرير أن زيادة الشفافية وحماية المستهلك تعزز ثقة الجمهور، مما يغذي الصيرفة المفتوحة والشراكات التي تشعل العروض الجديدة المربحة؛ إذ تعمل المنصات الرقمية على توحيد كل جانب من جوانب الحياة المالية للعملاء بطرق مخصصة وقابلة للتخصيص.

وفقا للسيناريو الثاني، ستتطلب معالجة أزمة المناخ تعاونا عالميا غير مسبوق، من واقع أن الأمم المتحدة غير راضية عن أداء حكومات الدول فيما يتعلق بالتزامها بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لأن الآداء أقل بكثير مما هو مطلوب للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، بالتالي يتطلب تجنب أسوأ آثار تغير المناخ إجراءات سريعة وحاسمة.

ويتوقع الخبراء أن تؤدي القيادة المناخية في القطاع المصرفي إلى إلى تحقيق تقدم أكبر عبر الصناعة نحو صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وفقا للتقرير يمكن ذلك من خلال تعزيز قدرتها على نمذجة سيناريوهات مخاطر المناخ وفهم التأثيرات المحتملة على ميزانياتها العمومية ورأس المال، كما يمكن للبنوك المساعدة في دفع التحول الأخضر وتعزيز المرونة في مواجهة تغير المناخ في جميع أنحاء العالم.

من جهة أخرى، كيف سيكون أداء البنوك في عالم مجزأ جيوسياسيا؟ ذلك ما يتوخى السيناريو الثالث الإجابة عنه، بينما يحاول العالم وضع أسواء ما في كوفيد19 في مرآة الرؤية الخلفية، تكثر الشكوك الاقتصادية والسوقية، حيث أن الآثار اللاحقة للوباء أدت إلى تضخيم التوترات بين القوى الاقتصادية العظمى في العالم، بينما أثقلت كاهل الدول النامية ، التي يعاني سكانها من عواقب هائلة.

في ظل هذه الخلفية، ليس من الصعب تخيل سيناريو 3، الذي يصور مرحلة عالمية مثيرة للجدل جيوسياسيا في عام 2035، ملونة بمصالح متباينة وتراجع التعددية بين عمالقة الاقتصاد في العالم.

يوضح التقرير أن الاتفاقات الثنائية والإقليمية حلت محل منظمة التجارة العالمية، كما تعرض النظام المالي العالمي للكسر بسبب أنظمة الدفع البديلة للمنافسين وصعود العملات الرقمية.