لم تكن المرة الأولى التي يتورط فيها مهاجرون من أصول مغربية؛ في أحداث “إرهابية” على الأراضي الأوروبية، كما وقع مؤخرا في برشلونة بإسبانيا، ففور وقوع حادث إرهابي في أوروبا؛ يظهر احتمال كبير بأن يكون “مغاربة” مرشحين فوق العادة في وقوفهم وراءه.

وكانت مدينة برشلونة الإسبانية، شهدت، أول أمس الخميس، اعتداء إرهابيا أدى إلى مقتل 14 شخصا على الأقل وجرح أزيد من 100، بعد وقت قصير تم الكشف عن اعتقال مغربيين يشتبه في تورطهما في الاعتداء، فيما لازال البحث جاريا عن 4 مغاربة، يشتبه في تورطهم في الهجوم. وفي السياق ذاته، أعلنت الشرطة الفنلندية اليوم السبت أنها اعتقلت أربعة مغاربة للاشتباه في صلتهم بحادثة الطعن التي نفذها مغربي جنوبي البلاد، وتم تصنيفها ضمن الجرائم الإرهابية. فيما رحلت اليوم السلطات الأمنية مغربيين، تخوفا من شنهما لهجمات تشبه حادثي برشلونة، وفق بلاغ لوزارة الداخلية الإيطالية.

الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية، إدريس الكنبوري، أكد أن “وجود مغاربة في التنظيمات الإرهابية وتورطهم دائما في أحداث إرهابية هو إدانة للمغرب وللسياسة الدينية المغربية وشهادة تثبت فشل الإصلاح الديني المغربي”، قبل أن يشير إلى أن “أياما عصيبة تنتظر المغاربة المسلمين القاطنين في أوروبا، خاصة بعد تصاعد مد اليمين المتطرف”.

وذهب الكنبوري في حديثه لموقع “لكم” بالقول إن “الجالية المغربية تعيش أزمة هوياتية نتيجة فشل السياسة الدينية المغربية، بحيث عوض أن تركز هذه الأخيرة على مغاربة المهجر، ركزت بشكل خاص على الشباب داخل المغرب، واستثنت أبناء المهجر غالبيتهم مولود فوق التراب الأجنبي”، معلنا في هذا الصدد أنه “في كل شهر رمضان يتم إرسال الأئمة إلى بعض الدول الأوربية لكن المشكل المطروح هنا يكمن في معايير اختيار هؤلاء الأئمة التي تستند إلى الزبونية والمحسوبية، بحيث أن جلهم لا يعرف اللغات الأجنبية والتعددية الثقافية في هذه البلدان”.

ومضى الكنبروي في حديثه بالقول إن “المغرب نسّق مع عدد من البلدان الأوروبية على أساس أن يكون هناك تكوين للمرشدين الدينيين في هذه البلدان، غير أن الذي يجب أن يكون هو تكوين هؤلاء من داخل البيئة الأوروبية، أما من ناحية أخرى، يضيف الكنبروي، فإن الصحافة والحكومات الأوروبية تتعامل بتلقائية مع المغاربة فعندما يحققون البطولات تتعامل معهم بإيجابية ويتم تكريمهم على أساس أنه أوروبي، وعندما يتورطون في الأحداث “الإرهابية” تتعامل معهم بطريقة فجة”.

“من الناحية السياسية القومية يتم توظيف الانتماءات الجهوية للمهاجرين بطريقة ايديولوجية لاستهداف هذه الفئة داخل الرقعة الأوروبية، يقول الباحث في الشؤون الإسلامية، قبل أن يبرز أن “الإعلام الدولي والحكومات الأوروبية تبنت أجندات خاطئة في تعاملها مع ملف المهاجرين”. على حد تعبيره.

ولم يخف الكنبوري تبنيه لفكرة أن “الإرهاب بات ظاهرة عالمية كونية ويحب اتخاذ إصلاحات جذرية، بمبرر أن الصورة المصنوعة لدى الغربيين تجاه المسلمين تطبعها النزعة الاستعمارية ولهذا وجب إعادة النظر في سياسة الإدماج وأطروحة الإسلام الأوروبي”.

ووقف المحلل ذاته عند تصاعد اليمين المتطرف الذي يزحف على أوروبا ويربح مسافات ويتغذى على الهجمات الإرهابية، مشيرا إلى أن “أيام عصيبة تنتظر المسلمين، لأن الحكومات المركزية في أوروبا تتعامل مع المغاربة والمسلمين كحالة طارئة وهذا وضع خطير ويدفع عدد منهم إلى الالتحاق بالشبكات الجهادية التي تنشط في أوروبا، وهكذا يصبحون “ذئابا منفردة”.

وبخصوص نظرته المستقبلية لما ستحمله الأوضاع في القارة العجوز قال الكنبوري إننا مقبلون على صراع حضارات داخل بلد ونتجه إلى مزيد من الإرهاب، بحيث أن هناك 57 جماعة متطرفة في أوروبا، وبعد فشل تنظيم الدولة ميدانيا في الشرق الأوسط سيحاول الآن لفت أنظار العالم بأنه قادر على اختراق العمق الأوروبي وكلما ضرب الدول الغربية تصبح هذه الدول منكمشة على ذاتها للحفاظ على أمنها القومي الخاص وهكذا ستنسحب من الأراضي التي خسرها التنظيم”.