أعاد الهجوم الإرهابي الذي هز منطقة برشلونة الخميس الماضي، العلاقات المغربية الإسبانية إلى واجهة الأحداث مجددا، ويعد “الإرهاب” أهم الرهانات التي تحرص إسبانيا على التعاون مع المغرب من أجل تقويضه، بالإضافة إلى ملفات الهجرة والمخدرات والاقتصاد والسياحة التي تلعب دورا هاما في ضخ دماء جديدة في العلاقات الثنائية.

وبحسب تقرير نشره موقع “جيوبوليس” حول مدى تأثر العلاقات المغربية الإسبانية بتوالي الهجمات الإرهابية في أوروبا، فإن “إسبانيا حريصة على التعاون مع الرباط من أجل مواجهته، ولا سيما أن متطرفين مغاربة كانوا حاضرين بشكل بارز في “العمليات الإرهابية” التي ضربت إسبانيا وأوروبا عمومًا في السنين الأخيرة.

وذكر التقرير ذاته، الذي يأتي في سياق الهجمات الإرهابية التي شهدتها أوروبا مؤخرا، أن “العلاقات المغربية الإسبانية ظلت طيلة عدة سنوات مطبوعة بالمد والجزر، وغالبا ما كان يسودها التوتر، وكانت حادثة 2002، المتعلقة بإحدى الجزر المتناثرة بالبحر الأبيض المتوسط، على وشك أن تعصف بالعلاقات السياسية بين البلدين، بعد أن قامت إسبانيا بإنزال قوات خاصة للسيطرة على جزيرة “ليلى” المحاذية لجبل طارق، بسبب إقدام المغرب على رفع العلم الوطني.

وكانت سلطات مكافحة الإرهاب الإسبانية التي تشتغل إلى جانب المغرب أعلنت في وقت سابق، توقيف خلية إرهابية بمدينة الصويرة، كانت بحوزتها كمية هائلة من الأسلحة، قبل أن تشير إلى أن “الهجوم الإرهابي الذي كان ضرب مدريد سنة 2004 تورط فيه مغاربة يقيمون بإسبانيا”، ما يعكس حجم الاتصالات القوية التي تجمع البلدين.

الإرهاب كما الاقتصاد، واحد من أهم الرهانات التي تحرص إسبانيا على التعاون مع المغرب من أجل تطويره، وفي هذا الصدد، نقل التقرير، تصريحات وزير الاقتصاد والمالية المغربي، محمد بوسعيد، الذي أكد أن “العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتطور بشكل ملحوظ وذلك راجع إلى عمق الروابط التي تجمع الدولتين، وكذا القرب الجغرافي، إذ ساهمت هاته العوامل في إنشاء 800 مقاولة إسبانية في المغرب، كما يشكل الحضور القوي للجالية المغربية في إسبانيا أحد عوامل هذه العلاقة المتينة.

وهكذا، أصبحت إسبانيا أكبر شريك تجاري للمغرب (أول مورد وأول زبون)، وهي ثاني أكبر مصدر للإيرادات السياحية في المغرب، وثاني بلد في أوروبا من حيث عدد المغاربة المقيمين بالخارج، كما يشكل المغرب زبونا مهما في السوق العقارية الإسبانية حيث يحتل المرتبة الثانية خارج السوق الأوروبية، مباشرة بعد الصينيين وقبل الجزائريين.

وكانت وزارة الداخلية الإسبانية أكدت في السياق ذاته، اعتقال أربعة مغاربة كانوا متورطين في أحداث إرهابية، وفي أبريل الماضي، ألقت شرطة كاتالونيا القبض على أربعة أشخاص كانوا على اتصال مع المتورطين في هجمات مارس 2016 في بروكسيل.

وكانت أرقام المعهد الوطني الإسباني للإحصاء، أكدت أن “الجالية المغربية هي أول جالية أجنبية مقيمة بإسبانيا من حيث العدد، وذكر المصدر ذاته، أن حوالي 24 ألف مغربي استقر في إسبانيا السنة الماضية، كما يشكل المغاربة أهم الجنسيات العالمية التي تحصل على الجنسية الإسبانية.