على أرض خلاء بحي الصخور السوداء بالدار البيضاء وجد عشرات من المهاجرين غير النظاميين القادميين من عدد من دول جنوب الصحراء ملجئا هشا يأويهم من قساوة الطقس ومطاردات القوات الأمن، لكن منذ 4 يناير الأخير قامت السلطات المحلية بالمدينة بحملات تمشيطية استهدفت عددا من الأماكن التي كان يلجئ إليها المهاجرون.

يقول غيك بيات، رئيس جمعية بنك التضامن الفاعلة في مجال الدفاع والمساندة للمهاجرين بالمدينة: “فوجئنا بتخريب الخيام البلاستكية، التي كانت يحتمي بها المهاجرون من البرد والمطر،  من طرف السلطات حيث تم فض خيمهم بدون اقتراح بديل لهؤلاء الشباب في وضعية هشة”، مشيرا إلى أن العملية أسفرت عن اعتقال عدد من الأشخاص المهاجرين.

وحسب المعطيات التي توفرت لموقع “لكم”، فإن عمليات التمشيط شملت أماكن أخرى من المدينة مثل حي درب السلطان، قرب المحطة الطرقية وكذا الملجأ غير البعيد عن السوق المركزي بنفس المدينة.

ويعلق غيك بيات على هذه العمليات بالقول “نحن لا نمانع عمليات فض هذه المحيمات، لكن يجب أن تقدم السلطات البديل لهؤلاء الفئات الهشة خاصة واننا في ظرف صعب جدا يتميز بفصل الشتاء الجد قاسي والممطر وكذا تفشي وباء كوفيد19 بالمدينة”.

ويضيف غيك بيات، المهاجر المقيم بالمغرب منذ سنوات، أن “جمعية بنك التضامن” بالإضافة إلى عدد من مبادرات جمعوية أخرى كانت تقوم بعمليات توزيع وجبات الأكل والأغطية على هؤلاء المهاجرين،  لكنه يضيف “مع تدمير الملاجئ العشوائية لم يعد للجمعيات وسيلة للاتصال بهؤلاء الأشخاص”. ويزيد المسؤول الجمعوي متحسرا “كنا نقوم بتوزيع 50 وجبة يوميا على هؤلاء الشباب. لكن اليوم لا نستطيع فعل ذلك”.

وطبقا للمعطيات التي تسنى للموقع الحصول عليها فإن عمليات مشابهة تم القيام بها بمدينة الرباط وخاصة قرب محطة القامرة وفي محيط الأحياء الشعبية للمدينة، كما تعرف مدينة الناظور عمليات مداهمة مستمرة تقوم بها القوات المساعدة لتفكيك المخيمات العشوائية للمهاجرين غير النظاميين.

تجدر الاشارة ان الاستراتيجة المغربية للهجرة واللجوء التي أطلقتها الحكومة عام 2014، تتضمن من بين اهذافها الاستراتيجية الأربعة: “تدبير حركات الهجرات في احترام لحقوق الانسان”، والذي تتتلزم فيه الحكومة “بتقديم المساعدة القانونية للمهاجرين وأدماجهم في برامج التضامن والتنمية الاجتماعية”.

يذكر أنه في فترة الحجر الصحي سنة 2020، قامت السلطات المحلية بأيواء عدد من المهاجرين بدون مأوى لفترة محدودة وبأعداد قليلة.