أصدرت منظمة الأمم المتحدة، تقريرا حول استجابة الدول العربية لاحتياجات التعليم عن بعد، الذي فرضته جائحة كورونا منذ بداية شهر مارس الماضي، بعد إغلاق المدارس والجامعات وتعليق الدروس الحضورية، ما تسبب في انقطاع قرابة 86 مليون تلميذ عربي عن الدراسة.

وكشف تقرير الأمم المتحدة حول التعليم عن بعد بالعالم العربي، أن المنصات والتطبيقات الإلكترونية، كانت الوسيلة أكثر استخداما من قبل كل الأطراف المعنية بالتعليم عن بعد (وزارة التربية الوطنية، المديرين، المعلمين، أولياء الأمور)، تراوحت ما بين 64،7 في المائة و67 في المائة، تليها وسائل التواصل الإجتماعي بما بين 24،9 في المائة و62،5 في المائة، ثم البث التلفزي بنسبة تراوحت ما بين 9،8 في المائة و62،5 في المائة، وبما بين 21،2في المائة و50 في المائة للورقيات، فيما لم تتجاوز نسبة استخدام البث الإذاعي نسبة 0،5 في المائة.

وأظهرت نتائج التقرير، تباينا واضحابين الدول من حيث التقنيات المستخدمة في التعليم عن بعد، حيث اعتمدت الدول ذات الامكانيات التقنية المرتفعة (71في المائة) بشكل أساسي على المنصات والتطبيقات الالكترونية، مثلها مثل الدول متوسطة الإمكانيات (54 في المائة)، في حين اختارت الدول ذات الامكانيات التقنية المحدودة بشكل أساسي على مواقع التواصل الاجتماعي والراديو ب39 في المائة و37في المائة على التوالي.

هذا وأظهرت نتائج الدراسة، أن ضعف البنى التحتية شكل عائقا جديا، حال دون متاعة قسم من المتعلمين لتلقي تحصيلهم العلمي، ومتابعة دروسهم، حيث أنه في بعض الدول لم يتمكن نصف المتعلمين على الأقل من متابعة دروسهم بسبب انقطاع الكهرباء، أو عدم وجود تغطية لشبكات الأنترنت، كما عانى نصف المتعلمين من الضعف الموجود في شبكات التغطية، وفروق التغطية بين المدن والبوادي.

وفيما يخص الأجهزة المستعملة من قبل التلاميذ من أجل متابعة تعليمهم عن بعد، أفادت الدراسة إلى أن غالبية المتعلمين العرب، تمكنوا من متابعة دراستهم عن طريق الحواسيب بنسبة 60 في المائة، و27 في المائة بالنسبة للهواتف واللوحات الاكترونية، تم التلفاز ب10 في المائة, وفيما يخص الأجهزة المستعملة من قبل التلاميذ من أجل متابعة تعليمين كانت تشارك الأجهزة مع أفراد الأسرة، ما نجم عنه تضارب في جدول متابعة الحصص التعليمية.

واعتبرت الأمم المتحدة، أن واحدا من التحديات الكبيرة التي عرفها التعليم عن بعد، كانت عملية القياس وتقييم المكتسبات، من حيث ضمان الشفافية ومعايير الترفيع، مشيرة إلى أن التقييم الإلكتروني كان الأكثر اعتمادا بنسبة 83 في المائة من خلال تطبيقات “Forms Kahoot Quizlet”، متبوعا بالتقييم الشفهي المباشر 52 في المائة، تم التقييم من خلال البحث أو المشروع 39في المائة، فيما لم يجر أي تقييم بالنسبة ل6في المائة.

وعن مدى رضى الأطراف المعنية بالعملية التعليمية عن بعد، أظهرت دراسة الأمم المتحدة، تفاوت الردود حول مدى رضى كل طرف من الأطراف، حيث لم تتجاوز نسبة الرضى لدى أولياء الأمور 42 في المائة، و53 في المائة بالنسبة للمعلمين وأكثر منها بقليل بالنسبة للمتعلمين (56في المائة) في حين بلغت 62 في المائة لدى وزارة التربية و65 في المائة بالنسبة للمديرين.

وفي ظل استمرار الأزمة، وانطلاق الموسم الدراسي الجديد عن بعد في عدد من الدول واختيار أخرى الدمج بين المنطين الحضوري وعن بعد، قالت الأمم المتحدة، إن أقل من نصف أولياء الأمور (42في المائة) مؤيدون لفكرة الدمج بين المنطين التعليمين، مقابل 55 في المائة للتلاميذ، في القت الذي يحبذ 60،4 في المائة من المعلمين الفكرة، و60،7 بالنسبة للمديرين وقرابة 63في المائة بالنسبة لوزارات التربية بالدول العربية.

ودعت المنظمة الدول العربية، من أجل تحسين وتجويد عملية التعليم عن بعد، إلى تعزيز استخدام التكلونوجيا وتقنيات التواصل الاجتماعي في التعليم، والعمل على مراعاة التحولات والتغيرات في دور المعلم والمتعلم، واعتماد مناهج تعليمية مختلطة تراعي التعليم عن بعد والحضوري، بالإضافة لضمان وصول مصادر التعلم للجميع بشكل عادل ومتساوي، دعم الأسر ذات التدخل المتدني بالأجهزة اللازمة ووصع خطة لمساعدتها على المستوى المادي والتقني والتعليمي.