كشف “التقرير العالمي لرصد التعليم 2020” أن أكثر من 25 بالمائة من التلاميذ المغاربة يشعرون الغربة والإهمال في المدرسة، ما يولد لديهم ضعف الإحساس بالانتماء إلى مؤسساتهم التعليمية، مضيفا أن “المدارس الشاملة للجميع تصنع مجتمعات شاملة للجميع وأكثر تماسكاً”.

وقال التقرير الذي يصدر سنويا عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم “اليونسكو”، إن أزمة “كوفيد 19” تعزز تكريس مختلف أصناف الاستبعاد هذه، إذ تأثر 90 في المائة من التلاميذ في العالم بإغلاق المدارس جراء انتشار الجائحة.

وأضاف التقرير الذي صدر تحت عنوان “التعليم الشامل للجميع: الجميع بلا استثناء”، أن الفجوات الاجتماعية والرقمية عرضت أكثر الفئات حرمانا لخطر النقص على صعيد التعلم وترك المدارس.

وخلص معدو التقرير إلى أن البنية التحتية للانترنيت بالمغرب غير كافية، ولو أن 71 في المائة من الأسر كانت قادرة على الوصول إلى الانترنيت خلال العام الماضي، 93 في المائة منهم يتصلون بواسطة الهاتف، لكن حوالي 90 بالمائة من بيانات الإنترنت عبر الهاتف النقال يتم دفعها وفقًا للاستهلاك (التعبئة)، وهي أغلى بكثير من الاشتراك العادي، لأن هذا الأخير ليس متاحا للأسر التي تفتقر لدخل قار أو حساب مصرفي.

ولفت التقرير إلى أن الرسوب في المرحلة الثانوية هو الأكثر شيوعا في المغرب حيث يبلغ 21 في المائة مقارنة بـ10 في المائة من تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين يرسبون بسبب عدم إتقانهم للكفايات الأساسية من قراءة وكتابة وفهم وحساب إلخ..

وأفادت البيانات أن 511 ألف تلميذ تركوا التعليم خلال المرحلة الثانوية التاهيلية أي بمعدل 29 بالمائة، وتسرب 194 ألف تلميذ من المدارس (11 بالمائة) قبل تجاوزهم المرحلة الإعدادية، فيما لم تتجاوز نسبة الهدر المدرسي 0.2 بالمائة في المرحلة الابتدائية ما مقداره 8 آلاف تلميذ برسم سنة 2018.

وذكرت المنظمة الأممية أن المغرب يفتقر إلى نظام التعليم الأولى بالقطاع العام، “ففي سنة 2018 التحق 87 بالمائة من الأطفال بالمؤسسات الخاصة للتعليم الأولي، حيث يعتبر المسيد هو المؤسسة الأكثر شعبية بالبلاد.”

ويضيف التقرير أن المغرب تعهد برفع نسب تسجيل الأطفال بالمرحلة الأولية إلى 100 ألف طفل، 16 في المائة منهم يتم إلحاقهم بالمؤسسات العمومية خلال الموسم الدراسي 2018 -2019. بينما تشمل خطة 2019-22 رفع معدل التسجيل بالمؤسسات العمومية إلى 67 في المائة خلال الموسم الدراسي 2021-22.

على الصعيد العالمي قالت اليونسكو إن “هناك 258 مليون طفل وشاب محروم بالكامل من التعليم، حيث يمثل الفقر العائق الرئيسي بينهم وبين التعليم، كما يُحرم ملايين آخرون من التعليم بعد دخولهم إلى المدرسة” .

وقال التقرير إن مستقبل التعليم أصبح في مقدمة الأولويات في أعقاب أزمة “كوفيد19″التي تسببت في تعميق أوجه عدم المساواة وسلطت الضوء عليها، حسب التقرير الذي شدد على أن الفشل في اتخاذ الإجراءات سيعيق تقدم المجتمعات.

وخلص التقرير العالمي لرصد التعليم إلى أن اعتبار التعليم حقاً عالمياً وواقعاً للجميع يكتسي أهمية أكثر من أي وقت مضى، إذ يواجه عالمنا السريع التغيّر، باستمرار صعوبات كبيرة، مثل الاضطراب التكنولوجي وتغيّر المناخ والنزاعات وحركات التشريد القسري والتعصب والكراهية، التي تتسبب في تعميق أوجه عدم المساواة وتستمر عواقبها للعقود المقبلة.