قال المحامي عزيز رويبح نقيب هيئة المحامين بالرباط إن المحامين عبر تاريخ المغرب دافعوا عن الديمقراطية، وضحايا الاختفاء القسري وغيرها من القضايا الكبرى، لكن المفارقة اليوم أنهم عندما يصلون إلى الفساد في بيتهم الداخلي، يشعرون أنهم قاصرون عن مكافحته.

واعتبر في ندوة نظمتها هيئة المحامين بالرباط، بشراكة مع الجمعية المغربية لحماية المال العام، اليوم السبت، حول “مكافحة الفساد ورهان تخليق الحياة العامة”، بنادي المحامين بالرباط، أن هذه المفارقة المقرفة والغريبة يجب أن تعالج بقوة وبجرأة.

وأكد رويبح أن مكافحة الفساد يجب أن لا تبقى موضوعا للتنظير فقط، بل تستلزم النزول إلى الميدان، والتعاون مع كل الفعاليات المعنية بمواجهة هذه الآفة.

وسجل أن مكافحة الفساد هي في العمق دفاع من المحامين والمحاميات الشرفاء، وكل صمت هو بمثابة تواطئ ضدهم، مشددا على أن التطبيع مع الفساد ليس قدرا حتميا، وعلى الجميع أن يشارك في خلخلة بنية الفساد وأن لا نستسلم لها.

ولفت رويبح إلى أن هناك جيلا من المحامين الشباب من بينهم أطر ودكاترة من تكوين عالي هم أمانة على رقبة المحامين الشرفاء، وإما أن يتم توفير شروط تكافؤ الفرص وظروف العيش الكريم لدى كل مكونات المهنة، وإما أن نقول لهم “اذبهوا وقاتلوا بمفردكم”، وبذلك ندفعهم إلى سلك طريق الانحراف.

وشدد على أن شرفاء مهنة المحاماة ومنهم قيدومون كبار معروفون بنظافة اليد يعانون في صمت، لأن سرطانات الفساد بالمهنة تأكل من كبد مجال اشتغالهم، ولا يمكن الاستسلام والتفرج في هذه الحالة.

وأضاف ” المحامون جزء قوي وأصيل من منظومة العدالة، وليسوا مجرد مساعدين للقضاء بل شركاء للقضاء في إنتاج العدالة، وماداموا كذلك عليهم أن يكونوا شركاء في البناء”.

وتابع ” في هيئة المحامين بالرباط هناك النزر اليسير، شرذمة من الفاسدين والفاسدات، نسبة قليلة لكنها مؤثرة وقد تصبح موجهة لتعميق الفساد، وفي الانتخابات المهنية نعاين ونشاهد”.