على منصة الدورة العاشرة من المهرجان المتوسطي، بمدينة الحسيمة، صعد شاب من أبناء المنطقة، يدعى محمد أزوكاح. أدوات أزوكاح كانت مختلفة عن مجموع من صعدوا قبله بطبلة أو قيتارة فقد اختار هذا الفنان لوحة سوداء كبيرة وعدة بسيطة متكونة من صباغة مائية لاصقة ومنشفة. بدأ الجمهور في متابعة خربشات محمد أزركان، غير المفهومة في البداية، على إيقاع الموسيقى قبل أن يزين الفنان لوحته بمادة فضية ظهر بعدها بورتريه الزعيم الريفي عبد الكريم الخطابي الملقب في المنطقة بمولاي موحند.

ظهور صورة زعيم جمهورية الريف، وسط منصة ساحة محمد السادس، ألهب حماس الحاضرين الذين شرعوا في رفع شعارات ذات نفحة سياسية وهوياتية حيث هتفوا باسم أمير الريف لدقائق قبل أن يرفعوا شعار “إيمازيغن.. إيمازيغن”.

العمل التشكيلي الاستعراضي لمحمد أزوكاح كان فقرة من بين فقرات الافتتاح مساء الجمعة 14 غشت حيث اعتلى المنصة شباب من فرقة محلية تدعى “ريف إكسبيريونس” كما أدت فرقة “إيما” الاسبانية المشكلة، من عشرات الراقصات، لوحات فلامينكو إسبانية قبل أن يختتم الفنان أمين الخطابي سهرة الافتتاح بأغان احتفت بتراث الريف.

بعيدا عن النشاط الموسيقي الموجه للجمهور العريض نظم المشرفون على المهرجان حفلا افتتاحيا رسميا بقاعة المركب الثقافي حضره ممثلون عن السلطة المحلية ومنتخبون حيث ألقيت كلمة باسم جمعية الريف للتضامن والتنمية، المنظمة للتظاهرة، و كذلك كلمة مدير الدورة العاشرة المنظمة تحت شعار “تواصل الشعوب .. حوار الحضارات”. مدير الدورة الحالية أكد، في كلمته، على أن الحوار والتواصل يختزلان هوية هذا المهرجان منذ دورته الأولى كما أن المهرجان، حسب كلمة المدير، يسعى الى الحفاظ على المنطقة المتوسطية كمجال للقاء والتبادل والحوار بين ثقافات هذا الحوض.