تم تتويج الملك ماها فاجيرالونغكورن رسميا السبت في حفل مهيب تخللته مراسم هندوسية وبوذية وتعهد خلاله بأن يحكم بـ”استقامة”.

وفاجيرالونغكورن هو عاشر ملك من سلالة تشاكري التي تحكم تايلاند منذ العام 1782. ووصل إلى العرش قبل عامين عقب وفاة والده لكنه انتظر حتى انقضاء فترة الحداد الطويلة قبل أن يعين تاريخ تتويجه.

وبدأت مراسم السبت التي تستمر ثلاثة أيام بتلقي الملك الذي ارتدى ثوبا أبيض اللون، مياها مقدسة من أنحاء تايلاند ليمسح وجهه بها في مجمع القصر الكبير وسط طلقات مدفعية بهذه المناسبة وتراتيل الرهبان البوذيين.

وتعهد بأن يحكم بـ”استقامة” لمصلحة الشعب التايلاندي.

بدورها، انحنت أمامه زوجته الرابعة الملكة سوتيدا، التي تزوجها في حفل مفاجئ قبل أيام من تتويجه.

وهذه المرة الأولى التي يشاهد فيها معظم التايلانديين حفل تتويج إذ كان الأخير عام 1950 عندما تم تتويج والد الملك بوميبول أدولياديج.

تزوج حارسته ورقاها إلى رتبة جنرال

وقبل تنصيبه، أعلن الملك زواجه رسميًا من زوجته الرابعة والتي تقود وحدة أمن الملك، ومنحها لقب ملكة في خطوة مفاجئة قبل يومين من التتويج.

وتبلغ الملكة الجديدة من العمر 40 عاما، وعملت سابقا مضيفة طيران لشركة الخطوط الجوية التايلندية الدولية.

والتحقت سوثيدا بحراسة القصر في عام 2013، وأصبحت قائدة وحدة أمن الملك التي تشغل حاليا رتبة جنرال، ولديها أيضا العديد من الأوسمة الملكية العليا.

وعرض التلفزيون التايلندي شريط فيديو عن سوثيدا تنحني أمام الملك الذي يرتدي زيا عسكريا في حين ارتدت ثوبا تقليديا من الحرير الوردي.من بين أغنى ملوك العالم

العائلة المالكة التايلاندية تعد واحدة من أكثر العائلات الملكية ثراء في العالم، والملك فاجيرالونغكورن يملك ثورة، ورثها عن والده، تقدر بقيمة 30 مليار دولار.

رقى كلبه إلى رتبة “مارشال”

الملك فاجيرالونغكورن لديه سبعة أبناء من ثلاثة زيجات ولديه كلب يحبه كثيرا من فصيلة البودل ويحمل اسم “فوو فوو”، حتى أنه اعتاد أن يقيم للكلب حفلات أعياد ميلاد ، والأغرب من ذلك أنه منح ذلك الكلب (توفي في عام 2015 وأقيم حداد استمر لمدة أربعة أيام على وفاته)، رتبة مارشال جوي في سلاح الجو التايلاندي.

أما عن ردة فعل ذلك فلم تكن شيئا يذكر على الأقل في المجتمع التايلاندي حيث تنص القوانين على عقاب أي شخص يقوم بالإساءة علنيا إلى أحد أفراد العائلة المالكة التايلاندية (بما في ذلك حيواناتهم الأليفة وكلابهم) وقد تصل العقوبة إلى السجن 15 عاما.

الملك الوحيد الذي شارك في حرب

والملك فاجيرالونغكورن التحق بجيش بلاده عندما كان أميرا، وهو طيار هيلوكوبتر محترف، وخلال فترة السبعينيات شهد معارك حملة مكافحة التمرد ضد الحزب الشيوعي في تايلاند في شمال وشمال شرق تايلاند ولقد شارك الأمير وقتها في مهمات وقائية، في مناطق حول مخيمات اللاجئين الكمبودية في جنوب تايلاند.

وهو يحمل العديد من الرتب العسكرية المهمة فهو يحمل رتبة جنرال في الجيش التايلاندي ورتبة أدميرال في البحرية التايلاندية ورتبة قائد قوات جوية  في القوات الجوية التايلاندية، وبعد تنصيبه ملكا أصبح القائد العام لجميع قوات بلاده.

شخصية بوهيمية

شخصية  “ماها” أقرب إلى البوهيمية منها إلى القيادية، يعشق جلسات التصوير مرتديا أحدث صرخات الموضة، ويقود طائرته الخاصة بنفسه. وقد فاجأ  الجميع، سويعات بعد وفاة أبيه، بطلبه أخذ وقت للتفكير قبل اتخاذ قرار توليه مقاليد الحكم من عدمه!

وهو الأمير الوحيد في العالم الذي ظهر بجسد مغطى بالوشوم عام 2016 عندما التقطت له صورا في مطار ميونيخ بينما كان طاقم طائرته الخاصة يؤدي له التحيته وقد ظهر في تلك الصورة بوشوم تغطي ذراعيه وجذعه.

وتبقى شعبيته غير قابلة للمقارنة مع أبيه، الذي كان في مقام الآلهة البوذية لدى شعبه طيلة نصف قرن من الزمان. وإذا كان سلفه قد تمكن من التحكم في صورته في عصر غابت فيه وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المنتظر أن يعاني الملك الجديد صعوبات جمة في تسويق صورة القائد الملهم.