يعود موقع لكم الإلكتروني اليوم (10 غشت 2015) إلى الساعة الإعلامية الوطنية المغربية وعبرها إلى الفضاء الإعلامي الدولي في نسخة جديدة عبر بوابة لكم 2.كم بعد عامين ونيف من الغياب الذي أريد له ما أريد. يعود مديره والإعلامي المقتدر علي أنوزلا، ومعه فريق من الصحفيين الشباب، بعد فترة أريد فيها لجسوره مع متتبعيه والجمهور العربي المتعطش لرسالة كان لكم.كم أن تقطع. جسور لم تستطع منابر ومواقع ملئها طيلة مدة غياب لكم عن الساحة الإعلامية، وذلك في سياق وطني ودولي ملفت، حيث الآمال ملقاة عليه ليكون شعلة في ظلام دامس يعم مناطق عديدة ومختلف.

ينضاف إلى كل ذلك طبيعة السياق الوطني الذي يتزامن مع لحظة العودة هذه، خاصة على المستوى السياسي والإعلامي الذين يستدعيان أكثر من وقفة. يعود لكم إلى المشهد وهو يسعى ليبحث له بين المواقع الإخبارية والتحليلية الوطنية عن مكان بعد فترة غياب حدثت فيها تغييرات وتطورات إعلامية لم يعد فيها الشك على أن البقاء للأصلح والأفيد فقط. يعود لكم ليبحث لنفسه عن مكان يليق به وسط كم هائل جدا من المواقع الإخبارية تختلف أهدافها وتتعدد مرامي الجنود الواقفين من قريب ومن بعيد وراءها، بتعدد واختلاف أهداف صناع القرار بالبلد بشكل مباشر وغير مباشر. أما على المستوى السياسي، فالسياق الذي يتزامن مع عودة هذا الموقع المحترم يتزامن مع نزول الخطاب السياسي  إلى مستويات انحطاط غير مسبوقة بين بعض الفاعلين في اللعبة السياسية، حتى بات أبسط المواطنين يشكوا منها.

الخط التحريري للموقع طيلة أعوام هو السبب الذي كان وراء كل الضغوط التي توالت على الموقع إلا أن توفرت النقطة التي أفاضت الكأس فتم ما تم.

أما على المستوى الاجتماعي، فالمشهد يمكن تلخيصه في مواصلة الحكومة الإجهاز على الحقوق ومكتسبات الشعب بتنفيذها لمخططات وقرارات تكشف الأيام والزمن عن فشلها الذريع. كل ذلك في وقت تستعد فيه الأحزاب بكامل قواها للظفر بالمقاعد التي ستوفر لقيادييها الوصول إلى المناصب الوزارية بعد يوم الاقتراع في الانتخابات التشريعية المقبلة. ولا يختلف اثنان في أن الوضع السياسي المغربي الحالي يشكوا جمودا غير مسبوق تتعدد العوامل المتسببة فيه. ولا شك أن للإعلام يد طولى في ذلك بعد أن بات الشغل الشاغل لعدد من المنابر الإعلامية هو القضايا الهامشية والشخصية، فيما الإعلام العمومي المدعم من جيوب دافعي الضرائب لا يبالي لقضايا الوطن والشعب الحقيقية ولا يوليها أية أهمية تذكر.ولا يخفى على أحد في المغرب السياق الذي تم فيه توقيف بت الموقع من طرف السلطات المغربية بداعي نشر الموقع في نسخته القديمة لـ”رابط” فيديو نشرته صحيفة إسبانية لكلمة قيل إنها تروج للإرهاب لأحد قيادات تنظيم القاعدة. لم يكن ذلك البتة السبب الذي كان وراء القرار الذي كلف المغرب غاليا على المستوى الديبلوماسي والحقوقي وخاصة وأن قضية الموقع وسجن مديره لأسابيع بلغت حرارتها الإدارة الأمريكية وخلقت نقاشا عالميا خسر فيه صناع قرار الديبلوماسية المغربية نقطا كبيرا فيما اكتسب أنوزلا شهرة ومكانة واحتراما تجاوز الحدود، إنما الخط التحريري للموقع طيلة أعوام هو السبب الذي كان وراء كل الضغوط التي توالت على الموقع إلا أن توفرت النقطة التي أفاضت الكأس فتم ما تم. وبسبب كل هذا، فإنه من الطبيعي أن لا يمر إعلان علي أنوزلا إطلاق لكم2 كحدث عابر وعادي. فقد نال الخبر اهتماما واسعا من طرف عدد من الصحف والمنابر الإعلامية الكبيرة، خاصة خارج المغرب، حيث رصدت له صحف عريقة وحتى بعض وكالات الأنباء قصص وتقارير تؤكد حجم ومستوى التطلعات المنتظرة من فريق لكم 2 ومديرها، والتي نأمل أن يكونوا قادرين على بلوغها.

يعود لكم عبر لكم.2 إذن وسط هذا السياق ليبحث لنفسه عن مكان ويضع نفسه في نفس الوقت أمام اختبار سيكون صعبا لا شك، حيث الظلام الدامس السائد يستدعي منه أن يكون شعلة أمل جديدة تشتعل لتضيء بعضا ولو قليلا من جنبات بيت مظلم يحاول بعض الصحفيين الغيورين جاهدين قبله ومعه القيام بذلك بطرقهم الخاصة ويوما عن يوم.

ما الذي يرجى من لكم.2 إذن في وضع كهذا؟

يرجى منه الكثير. يرجى منه ما يرجى من صاحبة الجلالة ومهنة المتاعب. تتعدد الآمال وتختلف التطلعات، فيما أبرزها يبقى مدى قدرة أسرة الموقع على الحفاظ على خط تحرير النسخة القديمة التي كان قد أريد لها أن تكون موءودة، إذ لا مجال للشك في كون لكم.كم الذي لا يزال موقوفا كان منبرا لمن لا منبر له وصوتا لمن لم يجدون من لم يسمع لهم، في المركز والضواحي، في المدن والقرى. كان لكم موقعا يتناول القضايا المختلفة التي تستأثر باهتمام المواطن المغربي بمختلف شرائحه بجرأة ومهنية حتى المختلفون مع خطه التحريري يحترمونها سرا أو علانية، فهل سيواصل الفريق الحالي على نفس النهج. إنه أمل غير سهل في وضع إعلامي معقد تزداد فيه فترة بعد أخرى قبضة الدولة والمستشهرين على رقاب وأعناق الصحف والمواقع والمجلات، حيث يجد الصحفي نفسه لحظة بلحظة بين مطرقة الضمير المهني الذي يستدعي منه تناول عدد من القضايا بطرق ومن زوايا لا تروق لسندان المستشهرين ومالكي الأسهم. فيصبح أمام خيارين أحلاهما مر: إما التضحية بما يمليه عليه ضميره، أو بمصدر قوته وقوت المنبر الذي يتوقف عليه الكثير والكثير مهنيا وإعلاميا وماليا.

يبقى السؤال مطروحا والزمن هو من سيتولى الجواب عنه بتفصيل. أما متمنياتنا لأسرة لكم.2 فهي كامل التوفيق والسداد.

عودة ميمونة وكل عودة وصاحبة الجلالة بخير بالرغم من كل الأوجاع.