“السياسة لعبة قذرة قلما يخرج الانسان منها نظيفا” ، تكاد هذه المقولة تكون صحيحة خاصة في البلدان المتخلفة سياسيا ،حيث تستخدم مختلف الأساليب للفوز بمقعد في برلمان او جماعة .

لم أكتب عن السياسة منذ سنوات حيث كتبت مقالا بعنوان “الانتخابات الجماعية بين التنظير السياسي وفقه الواقع” سنة 2009  وكيف ان الاصوات بيعت بثمن بخس ، ورغم اني مقل في الكتابة عن مثل هكذا مواضيع فإن الانتخابات الجماعية على وجه الخصوص  مستفزة للكتابة عن المشهد الحزبي في المغرب خاصة وأني كنت أعايشها في القرية وانتخابات أهل القرى مختلفة وما أدراك ما أهل القرى  .

المكالمة المسربة لاحد القياديين الحزبيين كشفت عن الوجه الآخر للأحزاب السياسية في المغرب ، حيث تطبخ التزكيات طبخا

فالكرنفال الانتخابي له طقوس غريبة وأساليب لا تظهر إلى كل موسم انتخابي بدءا من التشويش كما يسميه رئيس الحكومة والضرب تحت الحزام، مرورا بالتنابز بالألقاب واستخدام السلاح في بعض الدول العربية  .وغيرها من الأمور التي اخرجت العمل السياسي عن كنهه ومبتغاه .

النشاط غير المعهود والمسبوق للأحزاب هذه الأيام يثير الدهشة والريبة أيضا، فالمنتمون للأحزاب يجرون هنا وهناك للبحث عن التزكيات التي تعطى بمنطق القبيلة والقرب من الزعماء وثقافة الأعيان والمال…

ولعل المكالمة المسربة لاحد القياديين الحزبيين كشفت عن الوجه الآخر للأحزاب السياسية في المغرب ، حيث تطبخ التزكيات طبخا .

اللعبة السياسية مع الأسف اصبحت مملة واللاعبون هم أنفسهم يظهرون كل خمس سنين دون أي تغييرات جذرية حتى أن هناك من قد يفسد عليك الفرجة ما كشف لك النتائج مسبقا.

الخطير في هذه المعجنة السياسية هو أن هناك متفرجا وجمهورا لا ينتبه له  اللاعبون ينظر بترقب دائما ،عازف منذ البدء لا يريد المشاركة و يعتبر أن ما يحدث هو مشهد سريالي لا يعنيه ، إنه السواد الأعظم من الشباب في القرى والمدن،  الذي لا يكاد يسمع عن الانتخابات حتى يعبر عن امتعاضه لأسباب كثيرة منها كما ذكرت الحضور الموسمي للترميمات الجماعية ، وظهور  ولائم  وكائنات انتخابية لا تظهر إلا كل خمس سنين ، الامر الذي خلق للشباب ما يشبه الصدمة والنفور السياسي وإن كان بعض شباب الاحزاب يمارس السياسة بالوراثة وتلك قصة أخرى.

هذه السنة اللعبة ستكون مختلفة ربما بدخول لاعبين جدد وهم السلفيون الذين كانوا إلى وقت قريب مضى يعتبرون المشاركة السياسية نوعا من الإثم وهم يكررون قولة الألباني الشهيرة “من السياسة ترك السياسة “، لكن بعد ما عرف بالربيع العربي تغير منطق اللعب لديهم و تغيرت نظرتهم للأمور و أقحموا أنفسهم في اللعبة مع علمهم بقوانينها وأساليبها وربما حتى نتائجها… فكيف سيلعبون؟.