شهر الحب و الثورة
على ايقاع الصمت ابدا مقالتي هاته (…)
آراء أخرى
و في شهر الحب و الثورة اقف دقيقة صمت ترحما على حب لم يعد له في القلوب من حيز… و على ثورة اجهضت قبل ولادتها.
داب عالم العشاق الاحتفال يوم الرابع عشر من شهر فبراير بعيد الحب او الفالنتين
يوم لتبادل القبل و الهدايا.. يوم للسينما و الفساتين الحمراء.
نعم هو ذا الحب في قواميسهم و هي ذي اقصى تجلياته
لكن قمة الحرمان أن نحتفل بالحب يوما ثم نعيش دهرا مجردين منه
تعددت مفاهيم الحب و اختلفت لكن ما لا اختلاف فيه هو ان الحب اعظم العواطف و امتنها على الاطلاق.
فالحب سيرورة حياة و منهجية عيش .. و عاطفة نبيلة تنشئ في قلوب المحبين ثم تنمو و تمنو ولا تزهر الا في قلوب من نحب …
نحن احوج ما نكون لإطلاق العنان لعواطفنا والصدح بحبنا لكل المحيطين بنا, نعيش اليوم ازمة عواطف, و نعاني كبثا منقطع النظير.
لا نمارس الحب و نختم على قلوبنا بأصداف وهمية تمنعنا من ذلك..
ما اجمل ان تبدأ صباحك بكلمة تخطها في اذان زوجتك “احبك” .. أو تقبل يد امك و تردف قبلتك بكلمة “أحبك” أو تضم طفلك و تهمس في أُذنه “أحبك” .. أن تعلن حبا بلا هوادة ان تحب ذاتك و حياتك.. لن يستغرق هذا من وقتك الا الجزء اليسير لكن صداه في قلب من تحب سيبلغ مداه.
يمكن ان نهزم الحرب الدمار و الخراب و الفقر و الحقد و البغض المحيط بنا إن نحن أعلن الحب على العالم و اتخذناه سلاحا.. و ما أفتكه من سلاح ؟
عندما تحب صديقك تزداد الروابط متانة أما عندما تحب عدوك فعندها تكون قد استعملت ضده سلاح دامر شامل مباح دوليا لن يقوى على مجابهته .. عندها حتى و إن لم يستطيع حبك, لن يقوى على كرهك.
في الشهر ذاته انطلقت شرارة ثورة و تحولنا من وضع الحالمين الى وضع الساعين على تحقيق احلامهم.
يعود فبراير من جديد حاملا معه احلام مؤجلة و تعود ذكراه محملة بإرث زاخر يدغدغ تلك الاماني .. و يوقظ تلك الاحلام الجامدة
كانت الثورة حلما بعيد المنال .. كانت حلما او اضغاث احلام.. و كنا نعد في خانة الحالمين مع سبق الاصرار و الترصد.
كما تتفتح الورود و تزهر الحقول في فبرابر كذلك تُسقط الاحلام على ارض الواقع.
و يعود وجه الثورة المغري بالحرية و الكرامة للإشراق من جديد.
يتجدد العهد و تطل شمس فبراير محملة بأشعة دافئة للحب و لهيب حارق للثورة.
و في انتظار تحقيق تلك الاحلام يجدر بنا التسلح بجرعات إضافية من الحب الكثير كي نصير ثوارا.
