من نافلة القول أن تثمين الثقافة والتراث الحساني يقتضي من وزير الثقافة ، محمد الأمين الصبيحي، وهو في زيارة لمدينة العيون، بعد أن حل قبلها بجهة الداخلة واد الذهب، أن يتوج مهامه على رأس قطاع الثقافة منتشيا  بنيات تحتية ثقافية ستوفي الشروط الجمالية والإبداعية، ومتحف يحفظ الذاكرة الصحراوية من الاندثار مع خزانة تشبع نهم القراء في جميع المجالات المعرفية .             

إضافة لدبلوماسية ثقافية تروج للمنتوج الثقافي الحساني وتمكنه من التلاقح والتمازج وطنيا ودوليا وعلى حد قول الحكام” فالعبرة بالخواتم” فلا بأس من قراءة نقدية لأهم المرتكزات التي يعتمدها الصبيحي في استراتيجيته الثقافية بالمنطقة:

 لماذا تفادى الوزير احتضان دار الثقافة أم السعد بالعيون لبرنامج العمل والتواصل مع الجمعيات المزمع القيام به ؟

وهل سيتسع صدر الوزير لزيارة متحف فنون الصحراء الذي لايحمل من هذه الصفة الا الاسم ,,,؟ اين نقطة القراءة العمومية الوحيدة التي تم اغلاقها بأمر من السيد الوزير وهي الخزانة الوسائطية المحاذية لمسجد مولاي عبدالعزيز؟

والتي لايجادل أحد في رمزيتها وخدماتها ؟ وماذا لو فكر الوزير باصطحاب فاعل ثقافي في مهامه العديدة بدل مرافقيه الاداريين، إذن لأمكن الحديث والقول حينئذ عن دبلوماسية ثقافية جادة وملموسة !!

 أين الالتقائية والاستمرارية في هذه السياسة الحكومية، وهل الوزير محمد أمين الصبيحي على اطلاع بالمخططات والمبالغ المالية التي تم صرفها في مجال تثمين الثقافة والتراث الحساني على الصعيد الحكومي وكافة المتدخلين في الشأن الثقافي ؟ هل يمتلك السيد الوزير في إطار تدعيم الحكامة والشفافية الاجابة عن التقرير المقدم من المفتشية العامة لوزارته، والتساؤلات المطروحة حول المشاريع المنجزة على الورق ؟ وختاما لانملك الا أن نتسائل الى جانب القراء والمتتبعين، ألم يكن حريا بالوزير أن يواصل صمته فيما تبقى من الأشهر بمهامه على رأس وزارة الثقافة، دون اثارة هذه الزوبعة التي سنترك للفعاليات الثقافية ولكل الغيورين على هذا الوطن تعميق النقاش حول هذا الموضوع الحيوي المتعلق بها لاحقا .

نتمنى كمثقفين أن تكون زيارة الوزير الصبيحي الحالية لمدينة للعيون، زيارة انطلاق أوراش الثقافة وليست زيارة للاستهلاك، ونحن نعرف جدية وتفهم الوزير، وقدرته على التفاعل للحفاظ على ماء وجه الثقافة والمثقفون.