نود في هدا المقال تبيان ما يجري في تركيا في ضل الانقلاب الفاشل ، الذي قادته زمرة من العسكريين ومن ورائهم في الداخل و الخارج التركي.ونبين من هم الفاعلين علي الأرض الدين أجهضوا هذا الانقلاب.

    قبل التطرق إلى الداخل التركي،خارجيا ،نطرح السؤال التالي ماذا لو نجح هدا الانقلاب؟ هذا يعني تغيير جدري في السياسة الخارجية ،أي انتصار الاستبداد في سوريا و تغلغل العسكر في مصر و بالتالي إطلاق رصاصة الرحمة و فشل ثورات الربيع العربي ، والرجوع إلي التخلف عشرات السنين، و القضاء على أي محاولة  للحرية مجددا ، وانتصار محور إيران و روسيا وبالتالي تهديد الخليج والدول العربية  الحليفة له ، باستثناء بعض الدول التي أصبحت مريضة بهاجس الإسلام السياسي، حيث مثل حزب العدالة والتنمية نموذجا ناجحا للإسلام حداتي، منفتح ، نقل تركيا إلي مصاف الدول الصناعية والاقتصادية الرائدة عالميا.

   أما أوروبا وأمريكا ، فسارعتا  بعض ساعات قليلة  من بداية الانقلاب إلى الدعوة إلي  احترام الديمقراطية ،مع عدم استبعاد فرضية المؤامرة بدليل وجود قوات أمريكية تستعمل قاعدة أنجرليك في الحرب علي داعش ووجود قوات ألمانية تابعة لحلف النيتو في قاعدة جوية شارك فيها جنود و ضباط أتراك في المحاولة الانقلابية.

ندعو تركيا لعدم الإسراع في اتهام حركة الخدمة بزعامة فتح الله غولن الصديق القديم العدو الحالي لأردوجان، حيت بدأت حملة من الاعتقالات ونحتها على احترام القانون وتجنب الظلم لأنه سبب البلاء

  أما منطقيا فالغرب يعلم شعبية أردوجان أكدتها صناديق الاقتراع ومسارعة أحزاب تركية منافسة خصوصا حزب الشعب الجمهوري ألد خصوم الحزب الحاكم إلى إدانة هدا العمل . عكس بعض أحزاب السلطة في العالم العربي المباركة غربيا، فبمجرد تحرك الجيش يهللون ، ويصبحوا بيادق في أيادي العسكر، ومصر خير مثال على دالك . كما أن أي فوضى قد تدفع ملايين البشر إلى القارة العجوز و ما يصاحب دالك من أعباء مالية و أمنية لا يمكن التكهن بتبعاتها.

إن ما أفشل العملية داخليا هو دور الشعب، الشجاع و الواعي بخياراته وخروجه إلى الشارع و استجابته  إلى طلب الرئيس، إضافة إلى الدور المحوري لقوات الأمن الداخلي و الاستخبارات  التابعة لوزارة الداخلية التي تتبع الحكومة  أسوة بالدول العريقة ديمقراطيا ، عكس الدول المتخلفة التي تتعدد فيها الولائات و عدم سيطرة الحكومة على جل الوزارات.فمصر مثلا الشرطة و الجيش ولائه للدولة العميقة إضافة إلى بهار الغرب الساعي إلى إبقاء الديكتاتوريات و إشاعة الفوضى ، والدليل الحالي ما تناقلته “ميديل إست جورنال” عن دور أمريكا ، فرنسا و بريطانيا و بعض الدول العربية في مساعدة خليفة حفتر الخارج عن السلطة الشرعية  المعترف بها أمميا  ، المنبثقة عن مؤتمر الصخيرات. حيت أتهمه المبعوث  ألأممي بأن أتباعه من المرتزقة و فلول القدافي.فكيف لنا أن نفهم مساعدة مجموعة من الدول لجنرال يرفض مشاركة الحكومة في القضاء على داعش في سرت ،وجل اهتمامه قصف المدنيين وتأجيج الصراع و عدم إنجاح الانتقال السياسي في ليبيا.

إن ما نستغربه هو الأجواء الغير مفهومة التي كانت سائدة قبل الانقلاب ، المتمثلة في كثرة الهجمات الإرهابية ، و إعادة العلاقات مع روسيا و إسرائيل و احتمال إعادة العلاقة مع العراق و سوريا، و تغيير رئيس الوزراء ،فهل أستشعر صناع القرار الأتراك شيئا ما؟ . إننا ندعو تركيا لعدم الإسراع في اتهام حركة الخدمة بزعامة فتح الله غولن الصديق القديم العدو الحالي لأردوجان، حيت بدأت حملة من الاعتقالات ونحتها على احترام القانون وتجنب الظلم لأنه سبب البلاء. فالعقلاء لا يتخذون القرارات في حالات الغضب.