كلما اقترب السابع من أكتوبر،ازداد منسوب الحقد والكراهية في الصحافة الصفراء ضد الإسلاميين،بإشاعة الكذب بين الناس والتباكي على أحوال الوطن، بدعوى تغول الحزب الإسلامي داخل مؤسسات الدولة.

ليس الغرض وضع الفاعلين السياسيين على مِشرحة النقد الموضوعي،بل التجديف يمينا ويسارا،للبحث عن جديد ً الفضائحً والمنوعات لاستهداف الحريات،وليس فضح الفساد داخل مؤسسات الدولة،حيث يسيطر تكنوقراط المخزن.

الواقع عكس الدستور،حيث المنتخب لا أثر له مع الوالي أو العامل ممثل الملك.ويتم توظيف آليات الشرعية التاريخية والدين والشرف، في الاستفتاءات والخطابات الرسمية عن طريق وزارة الأوقاف لترسيخ الإستبداد.

هذا التوظيف السياسي والديني،أنتج عوائق ومشكلات في الوعي الشعبي،ناهيك عن سياسة التفقير والتجهيل والإنقسام داخل المجتمع،سببه النظام السياسي وليس تغول الإسلامين، كما يراد تسويقه لتحريف النقاشات بالفضائح..

الإسلاميون واليساريون وغيرهم جزء من الشعب، ولايمكن إنكار أن للإسلاميّين سلبيات وحساسية اتجاه الحريات والمواثق الدولية.الإنسان يتطور ويستفيد من المحن،ولايجب إقصاء أي طرف لتخفيض نسبة الظلم والتوتر في المجتمع،وتبقى صناديق الإقتراع هي الفصل بين البرامج،وليس التشهير لتضليل الحقائق بكون الجميع فاسد،خدمة للسلطوية وليس الديمقراطية.

يوجد في بعض الدول الغربية فاعلين سياسيين مسحيّين ويهود متدينين لهم ارتباط بالكنائس في المناسبات، ورغم مساعدات البلدية لا تتم الدعاية لحاكم أو زعيم حزب..مهمتها التعريف بالثقافة المسيحية واليهودية ومحاولة الإقناع،وهي نتاج عمل ودراسات علوم مقارنات الأديان التي أساس حرية المعتقد في المجتمعات الغربية. في حين تئن الشعوب العربية والإفريقية تحت الظلم والقهر ونهب الخيرات وسيادة الرأي الواحد، وتنتشر ًالأخبارً لتضليل الناس في الصحف والمواقع، وأحيانا العنف لإسكات كل صوت معارض.

وهذا يتبين من خلال شراء عملاء في مختلف المجالات في الداخل والخارج، وعلى نهج جهاز الكاب1 صارت الصحافة الصفراء في الخط الأمامي، في توظيف الأخبار المخدومة والدوس على الأخلاقيات تحت حماية الإستبداد،لمحاربة الإسلاميين والمعارضين بتضليل جزء من الرأي العام.

سبب هذا الإنزعاج، جرأة وتواصل بنكيران مع المواطنين وإرجاع بعض الثقة للعمل السياسي،بتذكير المغاربة بازدواجية القرار السياسي،حيث أضحى التنقيب على الأخبار الملفقة، للإطاحة برأس الأفعي الذي قلّل الحياء على الأسياد.

لكن إذا بدأت أحلام الديمقراطية وهذا صعب التحقق،لاختفت كثرة المؤسسات والوكالات والمجالس والإعلام الموازي،بعدما يجف منبع الصناديق السوداء ويتم تقييم العمل الحقيقي من المخابراتي..

حِكمة قديمة أعادها إلى الأذهان ذات يوم أحد،طلحة جبريل: ًيساندك فرد واحد عاقل،خير من آلاف الحمقى والمجانينً.

ولولا الأحرارالذين تبحث عنهم بالشموع في كهف مظلم هذه الأيام، لضاع جزء من الحقيقة عن الرأي العام وارتهن الكل للإستبداد. 

ورغم الإكراهات تظل الصحافة المستقلة، مدرسة للوعي الجماهيري ومتعة للقراءة وفلسفة راسخة، من خلال نقل الحقائق والملفات الصحفية والتحاليل الرزينة والِحكم المتداولة. وعوض إنتاج الكذب،من الأحسن أن يبتعد ً محرروا ً التضليل الإخباري عن الصحافة،بتغيير المهنة وترك الميدان لمدارس المبادئ والأخلاق، حيث الجميع تشابه باسم التعددية والإستقلالية والحرية المزعومة..

لحظات عصيبة في تاريخ الوطن،يتم التحضير لتقويض أسس الإنتقال الديمقراطي المعثر أصلا، تحت عناوين مرعبة، لترك الساحة فارغة من السياسيّين النزهاء،لفائدة الخدام الفاسدين الغير المنتخبين.

وفي انتظار يوم مجهول تشرق شمس الديمقراطية، ويتحرر العبيد من الأسياد.. ومن كثرة الهموم إليكم هذه الحكاية، حيث يتداخل الواقع بالخيال عن أُمْنية ذالك ً العون ً وشَكْواه من الظلم: ً إذا نَحُل السبع وأصبحت الذئاب تساومه،سيركب بَغْلا ويلبس حَنْديرة، ويدور الدواوير والأوراق تتطاير من الشْواري،تحرري،تحرري أيتها الحمامة عفوا  ًالصحافة ً وَلْيذهبْ صاحب ً الوِنْدية ً إلى الجحيم ً.