الحسيمة كما أعرفها
معلقة بين الجبال ويحضنها البحر ..جميلة فاتنة محبة للحياة عاشقة متمردة على المألوف والروتين . ترحب بالقادمين إليها من كل حدب وصوب وتفتح لهم ذراعيها …
آراء أخرى
نحج إليها فننسى همومنا ، نأكل سردينها المشوي الشهي ونستمتع بشواطئها الساحرة .نغادرها اسفين وكلها أمل في معاودة الزيارة في أقرب فرصة .
الفنانون يجدونها مصدر إلهام لا ينضب .تكرمهم بمفاتنها الطبيعية وبزادها التاريخي والثقافي الثري فيردون لها الجميل بأغاني رائعة …
الفنان إذير القبائلي يزورها بانتظام يغني في ساحتها “أسندو” و”فافا إينوفا ” ويربط بالفن جسور التواصل بين أمازيغ الريف والقبائل . إذير صرح في إحدى الحوارات معه أنه معجب بالمدينة ومصمم على قضاء خريف عمره فيها …
موذروس شيخ الغناء بالريف عاش بوهيميا يغني في المناسبات والأعراس ، صال وجال متنقلا بين القبائل الريفية وعبر الحدود نحو الجزائر.الفنان الراحل لم يخف إعجابه وتأثره بجمال الحسيميات وخلد ذلك في أغنية شهيرة ..
الحسيمة لا تخاف. تكره القيود والأغلال .إسألوا عنها الإسبان وكيف مرغت أنفهم كقوة إستعمارية غاشمة في التراب.تعذبت وتألمت كثيرا خلال سنوات الرصاص بسبب التهميش والحصار والحرمان من الحق في النمو الطبيعي إسوة بباقي المدن المغربية ، لم تقبل الوضع وعبرت عن غضبها في محطات تاريخية كثيرة .
الزلزال زائرها المخيف يأتيها على حين غرة. يرعبها لكنها لا تستسلم ، لا ترفع الراية البيضاء … تتحدى وتقبل على الحياة بعزم وإصرار . حب أبنائها الجارف لها أقوى من كل شيء لذلك يعلنونها كل مرة ..نحن هنا باقون كالجدار .
حبا الله أبناءها ذكاء وفطنة. .يكفي أنها أنجبت زعيم الثوار عبد الكريم الخطابي و مريم بورحيل صاحبة أعلى معدل في امتحانات البكالوريا بفرنسا وأسماء بوجيبار أول مغربية وإفريقية تطأ قدماها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وفؤاد أحيدار نائب رئيس برلمان بروكسيل ، وإبراهيم أفلاي وغيرهم كثير …
أكيد أن النائبة البرلمانية التي نعتت الريفيين بالأوباش هي الان في وضع نفسي لا تحسد عليه .تلعن غباءها وقلة ذكائها حين اجترت كلاما قيل في ظرف تاريخي وسياسي خاص كانت تمر به بلادنا .
الريفيون وصفوا بالأوباش لأنهم خرجوا إلى الشارع ليقولوا لا للإجهاز على الكرامة وعلى أبسط الحقوق في وقت كان التظاهر ينظر إليه على أنه جريمة . .الدولة نفسها اعترفت بأخطائها وبانتهاكاتها في تلك الفترة وأنشأت هيأة الإنصاف والمصالحة سعيا لطي هذه الصفحة الأليمة من تاريخ بلادنا .
فلماذا هذا الإصرار على وضع الملح على الجرح بتصريحات عنصرية غبية ؟
الحسيمة أعرفها .. هي قلب الريف النابض الذي لا يمكن أن يتألم دون أن يتألم معه جسد الريف بأكمله .
فاتنة متحضرة لا فتانة . تعرف كيف تختار اللحظة المناسبة لتعطي الدروس لكل حاقد وناقم ولكل من يضمر لها السوء
