في جو من الألم الممزوج بالحب و الأمل تم إحياء الذكرى الأربعينية لدلال رشيد، شابة سيبقى لها حضور قوي في قلوب كل المغاربة الذين عرفوها  مبتسمة مليئة بالحياة. بهده الروح،في شارع عبد الكريم الخطابي، بفضاء المهدي بن بركة المطل على شارع المقاومة، تذكر المغاربة دلال رشيد يوم أمس كرمز آخر للشجاعة والصمود، بمفهومهما الواسع،وليس فقط ضد مرض السرطان.كما نظمت حملة في نفس اليوم للتبرع بالدم استجابة لنداء لطالما قامت به دلال. و قد كانت الفقيدة ذات مزايا عديدة، لا نستطيع إحصاءها كلها. لكننا نستحضر هنا ثلاثا تكفي لتعطينا صورة واضحة لا تزال ملامحها جلية في ذاكرتنا وقلوبنا.

1- دلال الحرية والتحرر: حرية في الفكر، حرية في الخطاب، حرية في الاختيارات و حرية في الآمل والأحلام. كانت الحرية شغافها ومثلها. لكنها حرية لم تتجاوز أبدا احترامها في تواصلها لأراء محاورها مهما اختلفت عنهم في الرأي.

2- دلال الإيثار و التضحية: نراها تعطي من نفسها، تحس بغيرها، وتحسن الاستماع للآخرين في تواضع ونبل وكرم. فهي كانت تعطي للآخرين حضورا و هي ترسم اتجها ومعنى لحياتها. هي التي تحب الوضوح في الرؤية وتكره اللامبالاة.  حبها لهذا الوطن، الذي أرادته أن يكون أرضا منفتحة، عادلة، تحتضن وتتسع للجميع ، دليل على هذا البعد من شخصيتها.

3- دلال الشجاعة و الأمل: قاومت بكل ما تملك وفي قلبها رصيد ومخزون من الثقة حتى في اللحظات العصيبة. لحظات بقيت فيها واثقةً من نفسها، ثابثةً في قناعاتها واختياراتها. فقد واظبت على الكتابة في صفحتها في الفيسبوك “ابتسم لتقاوم “Smile to Fight . و إننا لنجد اليوم في كل حرف من كتابتها هذه الروح الطيبة الشجاعة. فلنستلهم منها العزاء والأمل اللازمين.

فشكرا لدلال على تذكيرنا بالجانب الإيجابي والإنساني في الإنسان. ستبقى رمزا للتواضع و الكرامة و التفاؤل وقوة الطبع التي نحييها فيها بقوة. وكما قيل فإن “الذكرى [فعلا] عطر للروح”. وكذلك ستبقى ذكرى دلال عصيةً على النسيان وعطراً لوجدنا من بعدها.