عجبت لقوم يعتبرون أنفسهم أمة اقرأ وهم لا يقرؤون.

عجبت لقوم لا يقرؤون وإذا قرأوا لا يتساءلون.

عجبت لقوم حين فهموا، فهموا أن سورة اقرأ لا تعنيهم ولا تخاطبهم بل هم الذين يخاطبون الآخرين بهذه السورة، بهذه الآية وبهذا الفعل.                         عجبت لقوم يقدسون الجهل ويدنسون العلم.

 عجبت لقوم يظلون يرددون “إذا ابتليتم فاستتروا” وهم لم يستروا جهلهم بل أخرجوه وجهروا به للعلن، ومارسوه وهم منتشين به وبالانتصارات الوهمية التي حققوها به وله، ضد التاريخ، ضد العقل والمنطق، ضد الواقع.

عجبت لقوم ابتدئوا بجهل مقدس وانتقلوا إلى جهل مؤسس حتى تحولوا وأصبحوا هم بأنفسهم جهل مكدس ومكلس.                                                

 عجبت لقوم أرادوا أن يواجهوا الغرب وهم لم يواجهوا حتى أنفسهم اذ لم يواجهوا جهلهم وأميتهم وأمراضهم وتخلفهم. 

عجبت لقوم أرادوا أن يتوجهوا نحو المستقبل وهم ينظرون في مرآتهم الخلفية.

عجبت لقوم أرادوا أن يسيروا إلى الأمام برجل واحدة وبعجلة واحدة.

 عجبت لقوم وهم راكبون على سفينتهم يعملون جاهدين وبكل الطرق على تخريبها وإغراقها

 عجبت لقوم “ينظفون” بيوتهم و يلقون بأوساخهم إلى الشارع العام، إلى المساحات العمومية، إلى المساحات الخضراء الى البحر الى الغابات.                      عجبت لقوم يضلون يرددون ” لماذا تقدم الآخرون وتأخرنا نحن” وهم يعتبرون نصفهم ناقص عقل ودين وهم ينبذون كل ما يأتيهم من شمالهم.                    عجبت لقوم يرددون ولو في قرارة انفسهم (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) وأمامهم تجربة الشعب الألماني اذ ولوا امورهم امرأة للمرة الثالثة على التوالي وهم بكامل قواهم العقلية وبكامل حرتيهم وفي شفافية وديمقراطية ونتائج ذلك معروضة وتنطق امام العالم كله . عجبت لقوم لازالوا يولون طفلا ذكرا على أمه التي تصهر عليه وتربيه وتنفق عليه وتعيله. 

عجبت لقوم يقولون المرأة ناقصة عقل ودين ويرددون حديث لنبيهم وإن اعتبر ضعيف “خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء” في إشارة لعائشة “رضي الله عنها” وهي التي أسند إليها ما مجموعه ألفان ومئتان وعشرة 2210 حديث نبوي.                                                                                             عجبت لقوم يظلون يرددون في كل لحظة وفي كل مكان”إن كيدهن لعظيم “وهم يقولون إن “الجنة تحت أقدام الأمهات”و”النساء شقائق الرجال”. دون ان يتحسسوا اي تناقض او تنافي في كلامهم.

  عجبت لقوم يقرون بنقص عقول إناثهم ولما أعطيت لهن نصف أو شبه فرصة أثبتن جدارتهن وأنهن القويات (أنظروا المدارس، الجامعات والمعاهد) ومع ذلك لا يساءلون ولا يراجعون اوهامهم .

عجبت لقوم يقولون بنقص دين وعقل نسائهم ويرددون وراء كل رجل عظيم امرأة.                                                                                    عجبت لقوم يقولون المرأة ناقصة عقل ودين وهم يعلمون أن أول جامعة في العالم هي جامعة القرويين اسستها فاطمة بنت محمد الفهري (امرأة) بفاس في القرن التاسع ميلادي عصر الظلمات والسبات عند أوروبا.                                                                                                                 عجبت لقوم يقولون أن المرأة هي التي تغري الرجل والعكس غير ممكن. لكن في كتابهم المقدس أول إغراء وافتتان علمناه هو الوارد في سورة يوسف حيث يقول كتاب الله ” وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ” بل نساء المدينة افتتنوا بجمال هذا الشاب حتى لا نقول امرأة العزيز استثناء في النساء ” فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ”

بل أول محاولة اغتصاب مسجلة وعرفناها هي التي قامت بها امرأة العزيز في حق يوسف.

عجبت لقوم يقولون “إن المرأة تفتن الرجل ولا يستطيع أن يقاوم وفي قصة يوسف الرجل قاوم إغراء المرأة بل حتى محاولة اغتصابها له ” 

” وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ.  ” قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ “. أين نحن من هذا نحن لا نقارن مع الانبياء ولا نطالب بالسجن بل فقط غض البصر ولجم اللسان. وفي ذلك عبرة لكل مفتون ولكل مريض .                                                

عجبت لقوم يعيرون ويحتقرون المرأة المطلقة وينسون أن نبيهم تزوج كل نسائه وهن مطلقات إلا واحدة (عائشة ) رض .                                         

عجبت لقوم ينقصون من قيمة رجل خلف إناثا دون ذكورا ونبيهم لم يترك إلا الإناث. 

عجبت لقوم يحملون كل المسؤولية للمرأة التي تلد اناثا فقط (كأنها صنعتهم بإرادتها وعن سابق اصرار وترصد) ويقولون في نفس الوقت كل شيء مقدر من عند الله دون ان يتحسسوا اي تناقض او تنافي في كلامهم او اعتقادهم.

عجبت لقوم لا يسألون وإذا سئلوا لا ينتظرون الجواب ولا يصغون للمجيب.

عجبت لقوم يتحدثون دون أن يستمعوا أو ينصتوا ويصغوا لمحدثيهم .

عجبت لقوم يعتقدون بالشيء وبنقيضه دون أن يشكل لهم ذلك مصدر إزعاج أو قلق أو حتى سؤال. 

عجبت لقوم يصدقون ويشهدون ويقرون أن نبيهم كان راعي الغنم في مرحلة ما من عمره لكن حينما يريدون أن يحطموا ويشتموا ويقللوا ويبخسوا وينقصوا من قيمة أحد ما فإنهم يخاطبونه بعبارة “اذهب وانصرف يا بن الراعي” “سير أولد السارح”.

عجبت لقوم تركوا الله وراحوا إلى اللات. 

عجبت لقوم لازالوا يعتقدون انهم خير امة اخرجت للناس وهم في ذيل الامم .

عجبت لقوم اي مصيبة اصابتهم الا ويعلقونها على مشجب اسمه “مؤامرة خارجية” .                                                                

عجبت لقوم أخرجوا الله من قلوبهم وحولوه الى يافطات ألصقوها على جدران مكاتبهم أو صالوناتهم أو على الزجاجات الخلفية لسيارتهم كما حولوه الى رنات في هواتفهم .                                                                                                     

عجبت لقوم في كتابهم المقدس يقول تعالى “ولا تقف ما ليس لك به علم” وهم يحشرون انفسهم فيما ليس لهم فيه علم ومعرفة. 

عجبت لقوم في كتابهم المقدس يقول تعالى “كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” وهم يقولون ما لا يفعلون.                                                    

 “عجبت وعجبت وعجبتووووووووووووووووووووووووووووووووووووو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟…”