لماذا يجب أن ندعم المقاومة الفلسطينية؟
لنقاوم بدورنا من أقامهم الكيان الصهيوني حراسا لإسرائيل وربط قوامَه بقوامهم وقيامته بقيامتهم!
آراء أخرى
ولن تقوم للشعوب العربية الإسلامية قائمة أبدا إلا بقيامتهم جميعا!
منذ إعلان القدس عاصمة لإسرائيل في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب سنة 2017 ، تهافت المهرولون إلى التطبيع مع الاحتلال وهرول المتهافتون إلى منصات رياضة كمال اللسان ليحطموا الأرقام القياسية في عضلات الكلام :
″ انتهت المقاومة الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي لما يزيد عن نصف قرن صار من السرديات التاريخية، والزمن الآن هو زمن التنمية الإقتصادية مع إسرائيل..هكذا نطوي الصفحة إلى الأبد!″
رددوا هذه المسلمة البهلوانية كالببغوات في كل مكان، وهددوا الصغير والكبير، وانكفأت الشعوب على نفسها فلم يبق من المقاومة للتغلغل الصهيوني في المجتمعات العربية الإسلامية سوى ما يقرره كل واحد بينه وبين نفسه من أشكال الوقوف والتصدي لسيل التطبيع الجارف..
نوع من ″المقاومة بالصمت″ (من عنوان مقال بالموقع للأستاذ كمال عبد اللطيف)
وهذا يعني فيما يعني أن ما يعيشه الفلسطينيون بجميع أطيافهم وتوجهاتهم من أوضاع مأساوية تحت الإحتلال هو بالضبط المصير الذي كان ينتظر الشعوب العربية الإسلامية..كان سيتم تصدير نفس النموذج السياسي للإحتلال إلى الدول العربية مع فارق بسيط وهو أن الاتفاقيات الأمنية ستحل مكان القوة العسكرية..وهذا ما وقع تحديدا على أرض الواقع ولا داعي للدخول في التفاصيل حسبنا منها أن التطبيع قد أضيف إلى لائحة المقدسات التي لا تنتهي.
شئنا أم أبينا فقد تأسست علاقة عضوية ووظيفية على المستوى الرسمي بين الكيان الصهيوني وجل الأنظمة العربية الإسلامية.
بتعبير آخر، فهذه الأنظمة سواء أرادت ذلك أم لا، فهي تساهم بشكل أو بآخر في بقاء وتقوية هذا الكيان الدخيل في المنطقة. وبالمثل أيضا فهذا الإحتلال سيساهم لا محالة في بقاء الأنظمة الموالية والمساندة له.
نحن والفلسطينيين إذن في سلة واحدة..وقضية واحدة..قضية التحرر والتحرير والحرية!
هم من الكيان الصهيوني..ونحن من الأنظمة السياسية التي تحرس هذا الكيان.
والخلاصة المرة هي كالتالي :
– لا يمكن تحرير الشعب الفلسطيني والأراضي المقدسة من الإحتلال الصهيوني إلا إذا تحررت كافة الشعوب العربية الإسلامية من ربقة الأنظمة السياسية الفاسدة التي رهنت بقاءها في الحكم ببقاء هذا الكيان الغاصب في الجسم العربي الإسلامي!
هل نحتاج إلى التذكير بأن عملية طوفان الأقصى قد كشفت عن هذه الإفتراضات على أرض الواقع في ظل العجز التام والصمت المريب لدول الطوق ″الصغير″و″الكبير″.
منذ السابع من أكتوبر من السنة الجارية، والآلة العسكرية الصهيونية تدك قطاع غزة وتقصف المباني والمنشآت العامة والمستشفيات والمرافق الحيوية…ولا أحد يحرك ساكنا!
ولولا المقاومة – بحسب الخبراء العسكريين – لوقعت المجازر تلو المجازر ولحطمت أعداد الشهداء من المدنيين الأرقام القياسية.
لكل هذه الأسباب يجب أن ندعم المقاومة الفلسطينية. وأول هذا الدعم هو عدم تزييف الحقائق كما تفعل الماكينة الإعلامية الغربية، والإعتراف بأن المسألة تتعلق بمقاومة الإحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية وللمقدسات الإسلامية. ومن الصلافة والإحتقار للعقول الحديث عن علاقات طبيعية مع هذا الإستعمار الغاشم.
