السكات حكمة ومن خرجت الحكايم ـــ لو ما كركر ولد الحمامة ما يجي ولد لحنش هايم.

لا أشك أن شاعر النيل، أو شاعر الشعب كما يلقبُ المصري الراحل “حافظ إبراهيم” يتقلب جمرا في قبره بعد البهدلة التي قام بها وزير ” التَتْقِينِ ” محمد حصاد الذي “تشكرفَ” لسانه وعجز عن نطق إتقان نطقا سليم.

نطق الشاعر ” حافظ إبراهيم ” بلسان حال اللغة العربية مخاطبة إيانا قائلا:

رَجعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي — وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِـــي

رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَنــي — عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتـــــي

وَلَدتُ ولمَّا لم أجِــدْ لعرائســــي — رِجالاً وأَكفـــــاءً وَأَدْتُ بناتِـــــي

وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغايـــة ً — وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظـــاتِ

يا وزير ” التَتْقِينِ ” إنك بهدلة اللغة العربية عن بكرة أبيها، يا وزير ” التَتْقِينِ ” ألا تخل من نفسك وأنت تعطي تصريحات غير مسؤولة و مشرفة لنا وأنت على رأس وزارة تعتبر العمود الفقر لنهضة الشعوب وتقدمها ولو أن فيك خصال الإنسانية قبل كل شيء وشخص تحترم نفسه قبل الشعب لقدمت استقالتك من هذا المنصب الوزاري بلا تردد، واعتذرت للمغاربة، وذهبت إلى حال سبيلك وفسحة المجال لكفاءات وطنية قادرة على انتشال هذا القطاع الحيوي من المستنقع والمطب الذي يتخبط فيه، ولكن ” قصوحية وجهك ” وحبك للمرتب الشهري السمين “المخمخ” ومنصبك الوزاري منعاك من ذلك، وبدأت في إطلاق تصريحات عشواء برا وبحرا وجوا…

أنت من ينطبق على مثلك مقولة “لا ملقيتي ما دير دير وزير”، من المؤسف أن تعطي تصريحا صحفيا مباشرا وأنت لا تعلم شيء عن الموضوع أصلا ولا تفرق بين التربية الوطنية والتربية الإسلامية “غير داوي خاوي” وبين الفينة والأخرى “تتلفت” ولا أقول تلتفتُ على غرار الإتقان و” التَتْقِينِ”، والأحرى بك أن تتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “رحم الله عمل عملا فأتقنه”، وأنت لا تتقن النطق السليم للغة دستور المملكة الذي صوت الشعب لأجله، وسبق “وكحلتها” بكتابة همزة في غير موضعها يوم أردت أن تضع ارتسامك بمؤسسة تعليمية…

دخلتُ عليكَ بأبي ” العلاء المعري” وأنتَ بالرضاءَ مْغَطِي أوقف مهزلة تصريحاتك الصحفية الغير مشرفة لقطاع التعليم من الألف إلى إلياء، مؤسف جعلت منا أضحوكة في العالم العربي بعد تداول تصريحاتك بين العادي والبادي على صفحات معشر رواد العالم الأزرق “الفايسبوك”، وزادها “الريمكس” المتقون مع مسرحتي الفنان المصري عادل إمام ” مدرسة المشاغبين والشهد مشفش حاجة” ما أعطاها لوحة ساخرة أكثر من المتوقع، وجاء في أقوى التعليقات بالصفحات الزرقاء باللهجة المصرية “يا علام ده وزير تعليم بازت يا جدعان”.

يا وزير ” التَتْقِينِ ” ، يا وزير شلاضة والمنادا، يا وزير صيكوك، على الاقل “صيكوك” نستفيد منه غذائيا، أما وزير مثلك فهو مُكلف جدا لنا كمواطنين مغاربة دافعي الضرائب ومن حق أولادنا تعليم جيد وفي المستوى، فراتبك الشهري “المبلبل والمشخشخ” السنوي يمكن أن نبني به مدرسة بمواصفات ذات جودة عالية تصمد سنين طويلة في وجه محاربة الجهل والأمية ونستفيد منها ونخرج بأقل الخسائر.

يا محمد حصاد، يا وزير ” التَتْقِينِ ” اللغة العربية في “حماك” تستجدي وتستغيث وحال لسانها يقول:

فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني ———— أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي

فأي وفاة بقيت بعد أن أصبحت حروفها تتناثر وتتطاير شظايا دون رحمة أو شفقة منك وعلى سيف لسانك “المشكرف”، يا وزيرنا “التكنوقراطي” لا تكلنا للأعداء تتشفى فينا جزاك الله خيرا.

سبق وتنصبت على رأس أم الوزارات “الداخلية” ودخْلتِ الأساتذة الأطر والتنسيقية الوطنية … “بالعمود مزيان”، كما لا ننسى من بين إنجازاتك العظيمة أنك “شكرفت” أعناق وظهور الكثيرين من المواطنين المغاربة المحتجين في الشوارع من مختلف القطاعات العمومية والخصوصية والمدن المغربية، ولم ينفعهم “تكسال أو تجباد ” في الحمامات التقليدية من قوة وشدة الضرب بالهراوات التي كانت تنزل عليهم بلا رحمة ولا شفقة “تقول كيصبنو البطاين” جنب الواد وليسوا إخوانهم وأخواتهم المواطنين المغاربة.

واللات والعزة، وهبل مناة الثالثة الأخرى، وبلقيس وأحمد ابن الحسن الجعفي “ولي قلنا ولي نسينا” ألم تنبز في وجهك قطرة دم حمراء وأنت تعلن أمام عدسات كاميرات الصحافة الوطنية أن مديري المؤسسات التعليمية المغربية “كيدبروا”، والأجدر والصحيح أن تقول “كيسعاو” ليتضامنوا مع أبناء الشعب المفقر ويمكنوهم من تلقي حروف معدودة جزاهم الله خيرا.

يا وزير ” التَتْقِينِ ” بالنسبة لتوفير التغذية في المدارس والمستفيدين من الإيواء، تصرح بلا حرج “ما فيها باس ياكل التلميذ صوندويتش واحد الشهر بين ما يتحل المشكل”، سؤالي لك ولكل وزراء الدولة، وكل ممثلي الشعب من البرلمانيات والبرلمانيين.

 هل تقبلون هذه الحالة المزرية لأولادكم ؟.

 ولا نريد ردا دبلوماسيا مضمونه ومحتواه أنتم أبناؤنا ونحن في خدمة بنات وأبناء الشعب المغربي العزيز علينا، والحقيقة أن رواتبكم المعاشاتكم عزيزة عليكم أكثر منا، وتخدمون مصالحكم وأهليكم ودويكم وهدفكم صناعة شعب يقال له “أرااا  الشْا”، وعندما يختلط الحابل بالنابل لن تنفع “لا أراا ولا الشْا”، وأذكر أنه سيغيب المحاور ويحدث التصدع والتشتت لا قدر الله.

وأخاف أن يأتي يوم ونسمع أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي استبدل إسمها وتغير، وأصبحت وزارة ” التدبار ” التَتْقِينِ “، وحينها ستكون وفاتي.

وخير ما نختم به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (( إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظر الساعة, قال: كيف إضاعتُها يا رسول الله؟ قال: إذا أسندَ الأمْرُ إلى غير أهله, فانتظر السَّاعة)).