شاءت الظروف والأقدار خلال السنة الفارطة ومطلع السنة الجديدة إلا أن تفضح المستور الذي دأب المسؤولون على التستر عليه من خلال التقارير المدبّجة والخطب الرنانة  في مدينة يفترض فيها أن تكون منارة اقتصادية واجتماعية يُقتدي بها على مستوى حسن التدبير وبنيات تحتية مشرفة ترقى لمكانتها ضمن النسيج الاقتصادي الوطني.

تآلبت عليها كل من جائحة كورونا سنة 2020 والفيضانات في مطلع السنة الحالية  ، وكأن هناك سياق ما أراد أن يُظهر المدينة الاقتصادية على وجهها الحقيقي بعيدا عن مراكز التسوّق المعروفة بالمولات والمارينا وبعض  البهرجات الأخرى  .

شاء الفيروس اللعين  إلا أن يجعل مدينتنا مدينة موبوءة يُمنع التنقل خارجها إلاّ برخصة مُوقّعة من طرف السلطات المحلية . واتضح منذ تفشي سيئة الذكر كورونا الخبيثة أن المدينة التي تشكل الشريان الاقتصادي لبلادنا ، تفتقر لبنيات صحية ملائمة ومراكز لاستقبال الأعداد المتزايدة من المصابين بالعدوى ،كما اتضح أن أكبر عدد من الأجراء والأجيرات الذين لا يتوفرون على تغطية اجتماعية وصحية يتواجدون بهذه المدينة باعتبارها المركز  الاقتصادي والاجتماعي للمغرب  وأكثر مدنه كثافة سكانية.

حاول المسؤولون بهذه المدينة إبقاء ورقة التوت مكانها لستر عورة سوء تدبيرهم على كافة المستويات ،لكن تشاء الظروف الا أن تُعرّيهم وتُبدي وجوههم الحقيقية على مرأى من الرأي العام المحلي والوطني . حاولوا جاهدين ستر المفضوح ولكن لا حيلة سواء مع الخبيثة كورونا أو الفيضانات التي عمّت أحياء وشوارع هذه المدينة ومنازل البيضاويين نتيجة البنيات التحتية التي كشفت عنها مياه التساقطات المطرية.

مدينتنا الصاخبة تستغيث وتئنّ ، ويأبى من وُكّلتْ لهم لأمور تدبير الشأن العام بها إلا أن يُعمّق جُرح سكانها بتصريحاتهم الخرقاء ، وهم يتبخترون ببذلهم الزرقاء الداكنة و عقلية هوجاء توحي لهم أن هذا اللون هو جزء من هيبة المسؤول.

فضّل أعضاء  المجالس المنتخبة في هذه المدينة نهج سياسة النعامة  على مواجهة الحقيقة . اختلالات بادية للعيان على كافة المستويات ، يؤدي ثمنها ساكنة المدينة . الشركة ذات الامتياز والمستفيدة من عقد التدبير التفويض المتعلق بالماء والتطهير لم تقم بواجبها في صيانة البنيات التحتية القائمة التي يفترض أن تكون على أتم الاستعداد خلال الفترة التي تعرف تساقطات مطرية كثيفة .

كل فصل شتاء  والأسر المغربية بهذه المدينة الصاخبة تعيش نفس المٱسي وتتحمل الخسائر تلو الأخرى .

نفس الديسكور يعاد على مسامعنا : شبكات تصريف المياه لا تتحمل نسبة  التساقطات المطرية .  لا استحياء ولا خجل من ترديد اسطوانة مشروخة ، طالما أن أي نسبة من التساقطات المطرية  كيفما كانت كميتها ونسبتها تبدي البنيات التحتية لهذه المدينة على حقيقتها .

لقد انكشف المستور وشاءت التساقطات المطرية إلا أن تبين بالواضح والملموس فشل سياسة عقود التدبير المفوض بهذه المدينة طالما أن الشق المتعلق بالسلطة التي يخولها القانون للجهة المُفوضة والتي تهم المراقبة الاقتصادية والمالية والتقنية والاجتماعية والتدبيرية للتأكد من حسن سير المرفق المُفوّض ومدى تفعيل المقتضيات المنصوص عليه في  عقد التدبير المفوض .