نعود لقرائنا من جديد بعد غياب اضطراري، لا يحتاج الكثير من الشرح لفهم ملابساته، عنوانه الكبير المنع والتضييق والاعتقال وفبركة قضية على مقاس الجلادين المنزعجين من صوت إعلامي، لا يحمل أصحابه سوى رسالة نبيلة هدفها تنوير الرأي العام وإخباره وتزويد القارئ بما يقع في بلده عبر أجناس العمل الصحفي المتنوعة وعن طريق استخدام الوسائط المتعددة التي تتيحها الصحافة الإلكترونية، بشكل مهني وموضوعي بعيدا عن البروبغندا أو خدمة أجندات سياسية أو اقتصادية تقيد عملنا الإعلامي وتجعل هامش الحرية فيه ضئيلا.

لقد كانت الانطلاقة الأولى لموقع “لكم” في نسخته الممنوعة، بطاقم شاب كان كل أمله تأسيس تجربة مهنية محترفة في الصحافة الالكترونية، التي كانت في حدود سنة 2010 تعيش مرحلتها الجنينية، فرغم محدودية الإمكانيات التي اشتغلنا بها، استطاع الموقع أن يحقق في ظرف وجيز، انتشارا واسعا بين قرائه في مختلف مناطق المملكة، بل صار من المواقع المؤثرة في الإعلام المغربي المكتوب، ومصدرا مهما للوكالات الدولية والصحف والقنوات والأجنبية، وهو اعتراف بمهنية الموقع وجديته وسبقه إلى مناطق ظل يتجاهلها الآخرون سواء عمدا أو تحت ضغط الإكراهات.

هذا النجاح المبهر الذي حققه الموقع كان لسبب واحد، هو إخلاصه للمهنية وأخلاقيات العمل الصحفي ومقاومته لآليات التحكم القبلية والبعدية أثناء إنتاج المادة الإعلامية، وهو ما كان مزعجا لأعداء حرية الرأي والتعبير في البلد، ودفعهم لفقدان أعصابهم وشن حملة ممنهجة على صحافيي الموقع، وصلت حد المساس بالحياة الخاصة والتخوين والتشهير والسب في الأصول، و نهايتها كما تعرفون جميعا كانت قتل التجربة الأولى بإغلاق الموقع بطريقة تعسفية في محاولة واضحة لإخراس صوت موقع مستقل اختار له هوية مختلفة وميز نفسه عن البقية باختياراته التحريرية الجريئة والتي لا تقف عند خط أحمر أو محظور أو مقدس، وهو ما مكننا من انتزاع المصداقية لدى المتلقي الذي أصبح يميز جيدا بين من يقدم منتوجا صحفيا وبين من يؤدي أدوارا أخرى.

موقع “لكم” ليس حزبا سياسيا ولا حركة ثورية ولا نقابة ولا جمعية ولا يعتبر نفسه لا في صف الموالاة ولا في صف المعارضة.

يعود موقع “لكم” من جديد في نسخته الثانية بنفس الروح والقناعات التي قامت عليها فكرة الموقع منذ البداية، منتصرا للمهنة وأخلاقياتها، بعيدا عن كل جماعات الضغط والمصالح التي تسعى إلى التحكم في مسار وصول المعلومة إلى المتلقي وتحويرها أو تزييفها، رغبتنا هي تقديم خدمة إعلامية محترمة ومفيدة للقارئ المغربي، وكلنا أمل أن يتسع صدر الجميع، لتحملنا من جديد، حتى يتسنى لنا خدمة قرائنا وبلدنا ولعب دورنا الموكول لنا وفق منطوق القانون والمواثيق الدولية التي وقع عليها المغرب.

موقع “لكم” ليس حزبا سياسيا ولا حركة ثورية ولا نقابة ولا جمعية ولا يعتبر نفسه لا في صف الموالاة ولا في صف المعارضة، بل هو موقع إخباري مهمته الأولى والأخيرة، مد القراء بمستجدات ما يقع في مختلف المؤسسات و المصالح التي يمولها دافعو الضرائب، ووضعهم في صورة كل ما يحصل في بلدهم أولا بأول، محركنا الأساسي والرئيسي هو البحث عن الحقيقة أينما وجدت ومهما كلف الثمن.

 لا نعادي أي طرف في البلد، ولا نؤمن من الأصل بثقافة العداوات والأحقاد والكراهية، لأنها لا تنتج سوى الكوارث وتقود إلى مآلات سيئة، لهذا فإن دافعنا الأساسي في الإصرار على الاستمرار في هذه المهنة غير المرحب بها في المملكة، هو حبنا لوطننا وللواجب المقدس الذي وضعناه على عاتقنا وعاهدنا أنفسنا على الإخلاص له والمضي فيه إلى النهاية، فرسالتنا الأولى والأخيرة هي إفادة المواطن والمساهمة في الارتقاء بالبلد الذي يعيش في قلوبنا وعقولنا، لأننا نؤمن بأن من يحب وطنه يجب أن يقول الصراحة وأن يفضح مكامن الخلل والتشوهات لا أن يساهم في التستر عليها وبالتالي جعلها تستفحل.

 نعد قرائنا أننا سنبقى مخلصين لنفس الخط التحريري، من أجل المساهمة قدر المستطاع، في توسيع هامش الحرية الضيق في المملكة، في احترام تام للأخلاقيات والضوابط المهنية المتعارف عليها دوليا.

 مبتغانا مغرب يحتضن جميع أبنائه ويحترم كرامة مواطنيه جميعا بدون تمييز، بعيدا عن خطابات الكراهية والعنف من أية جهة كانت، إن هاجسنا يبقى أيضا انتزاع مكان لصحافة حرة ومستقلة عن التعليمات والضغوط السياسية والاقتصادية، صحافة تنفتح على كل الآراء دون استثناء أو إقصاء وتترك للمتلقي حرية الحكم أو الانحياز للأفكار و وجهات النظر المتباينة، نبحث عن ترسيخ الحق في الاختلاف وصراع الأفكار والمشاريع.

 سنكون كما عهدتمونا صوتا للمقهورين والمهمشين في كل مناطق المغرب، مدافعين عن حق جميع المغاربة في الاستفادة من خيرات بلدهم في القرى والمداشر والأحياء الشعبية والهامشية، مترافعين عن حق الجميع في الكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية، وستكون بوصلتنا دائما كما عرفتمونا هي ثقافة حقوق الإنسان بشكلها ومضمونها المتعارف عليه كونيا.

© حقوق النشر محفوظة لكم2. كوم(2015)