قال الباحث في العلوم السياسية، حسن الزواوي، إنَّ حزب العدالة والتنمية تبنى “البراغماتية” منذ القطيعة مع الشبيبة الإسلامية المتمثلة في نبذ العنف واختيار المشاركة السياسية كأحد الآليات التي ستساعده على تنفيذ برنامجه الإيدولوجي، وقد ظهرت هذه البراغماتية بشكل أساسي بعد أحداث الدار البيضاء في 16 ماي 2003.

وأضاف الباحث والأستاذ الجامعي  بجامعة إبن زهر بأكادير،، خلال مشاركته في الندوة التفاعلية التي نظمها موقع “لكم” الخميس، أنه بعد أحداث 16 ماي، راجع حزب العدالة والتنمية قانونه الداخلي، وأصبح حزبا مفتوحا على جميع المغاربة، وأعلن تبنيه للوسطية، وتشبته بإمارة المؤمنين.

وأوضحَ الزواوي أنَّ حزب العدالة والتنمية له براغماتية ذات أسس عقلانية حسب التعبير “الفايبري” نسبة لماكس فيبر، وفقيهة حسب التعبير الشاطبي أو فقه الشاطبي، مشيرًا إلى أن هذه البراغماتية أو العقلانية ساعدته في التأقلم مع اكراهات الحياة السياسية.

وأضاف الزواوي أن العدالة والتنمية أصبح  “حزبا متشردما على مستوى الخطاب الايدولوجي فيما يخص التشبث بالهوية الاديولوجية التي هي الإسلام”، مشيرا إلى  “أن علاقة حزب العدالة والتنمية بالإسلام تنطلق من أنه خزان قيمي، ومرجعية أساسية لإصلاح المجتمع على المستوى الاجتماعي والثقافي وذلك مُبين في كتابات قياداته كالعثماني ومحمد يتيم”.

وفكك الباحث الزواوي، هذه البراغماتية المنسوبة لحزب العدالة والتنمية، وقال إنها تتجلى في مشاركة متدرجة في الحياة السياسية، حيث أنه في سنة 2003 رفض حزب العدالة والتنمية أن يُغطي جميع الدوائر، وفي البلوكاج الحكومي رفض حزب العدالة والتنمية أن يدخل في صراع مع السلطة، و”كل ذلك في إطار البراغماتية واكراهات الحياة السياسية” يقول الزواوي.

وأشار الباحث إلى أنَّ هذا التكيٌّف أصبح اليوم يعطي نتائج عكسية، قائلا: “هذا نظري كباحث، لأن حقيقة الباحث ليست كحقيقة الفاعل السياسي، إذ أنه يدافع عن مشروعه الاديولوجي، أما الباحث فيدافع عن مشروع حقيقة علمية”.

وبخصوص النقاش الدائر داخل حزب العدالة والتنمية،آخره ما اثير بعد تقنين القنب الهندي والتطبيع مع إسرائيل، قال الباحث الزواوي، إن “الحزب أصبحَ يُحسُ بهذه الاثار السلبية لهذه البراغماتية، وأصبح اليوم، الباب مفتوح، لممارسة نقد داخلي”.

وتسائل الزواوي في هذا الصدد “ولكن هل سيساهم النقد الداخلي في انقاذ ما تبقى من هويته الإيدولوجية؟ وكيف ستتم اعادة تأسيس المشروع الهواياتي لحزب العدالة والتنمية أمام تراكم التنازلات التي قدمها وأمام الرهانات التي توجد أمامنا”، معتبرا أن الانتخابات القادمة تبقى اختبارا للنظر فيما إذا كانت بارغماتية الحزب، ستنفعه أم لا.