لا يسع المتجول في شوارع واحياء المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط إلا ان يلحظ حالة الشباب اليوم وخاصة المراهقين والمراهقات منهم، تجمعات فارغة تتخللها ققهقهات، كلام ساقط، شتم وسب الزمان   والمكان وتحرش واضح لكل امرأة بدون تمييز، ناهيك عن تعاطي المخدرات بكل أنواعها، نظراتهم ولباسهم وحركاتهم وطبيعة حديثهم غالبا ما يكون عن مواضيع بعيدة كل البعد عن ملامسة الواقع،  أنصاف جمل وكلمات بديئة متقطعة صارت لغة يفهمونها جيدا . كل فرد منهم يظهر للآخرين مدى براعته في إضحاكهم أو تمكنه من ضبط قاموس السب والشتم كل من سولت له نفسه أن يبارزه بكلام مثله.

    هذا السقوط الاخلاقي الهجين  يوضح عن حالة التخبط الذي يعيشه المجتمع المغربي الذي تطمح دولته الراعية وأحزابها ومجتمعها المدني في الرقي به إلى مصاف الدول المتقدمة في التربية والتكوين والشأن المجتمعي. فالحالة هذه لن تنفع برنامجا حزبيا ولا بندا دستوريا ولا حصيلة انتخابية ديمقراطية ولا حتى مقاربة أمنية تحد من درجة تخبطه. بعبارة أخرى، أن حالة الشباب وهو الغالب الآن لن يعول عليه أحد وهو في حالة سكر ولا يعرف ما يجري وما يدور حوله وحتى ان عرف لا يكترث لذلك، وقد يبيع مبادئه أو أقربائه بنصف سيجارة،  وليشرب المغاربة الأشراف ماء البحر ولتذهب نخوة المغاربة وكرامتهم المدونة في الكتب إلى الجحيم.

تشعر بالحسرة حينما ترى مهرجانا خطابيا حزبيا كان او جمعويا وترى شبابا يلتفون حوله ولا يعرفون سبب وجودهم هناك بالأحرى موضوع المهرجان

   هذا إن ذكرناه ليس من دافع التشاؤم والسخط على الوضع ولكن من دافع التحسيس بخطورة وضع غالبية شبابنا المغاربة الذين يعتبرون ضحايا زمن العولمة والتكنولوجيا المخربة، فضلا عن السياسات المحلية والبرامج الفاسدة التي تعتبرهم كفئران تجارب منذ الإستقلال إلى الآن. الشيء الذي يلزم جميع الغيورين عن الوطن وشباب الوطن المسؤول غذا عن الدولة أن يقوموا لإنقاذ هذه الشريحة المهمة في المجتمع ضاربين عرض الحائض كل الاختلافات الإيديولوجية منها والسياسات المصلحية وكذا والتوجيهات المستوردة من الخارج المسمومة المقصودة أحيانا كثيرة.