في سيارة الحب عشق الفقيه على شط البحر ما أقسى الطبيعة البشرية هي اللذة و الرغبة الفرويدية التي تطيح بالقوانين ( الاخلاق العامة ) و تدفع بك نحو هاوية العشق الممنوع و فخ الأجهزة .

هذا الوضع الشاذ مجتمعيا جعل سفينة الاسئلة تبحر في جميع الاتجاهات الكل يتسائل حول أحقية الفقيه في ممارسة الرذيلة مقابل الفضيلة، كيف له أن يطعن في أخلاقه مقابل لحظة عابرة و هل أخلاق الفقيه تظل في كفة التنزيه مقابل تحنيط مشاعره؟

هذا السيل العارم من التساؤلات يتولد بطبيعة الحال من فجائية المكانة و الرمزية الكامنة التي يحظى بها الفقيه في البنية الذهنية لدى أفراد المجتمع حيث يتبوأ مكانة مقدسة باعتباره رجل دين ورع يتقي و يخاف الله و ينصح العباد بتجنب المعاصي .

لكن في واقعة ” بنحماد ” يتضح أن الطبيعة البشرية لا تؤمن بهذه الصورة الطوباوية التي يتمتع بها الفقيه في الخيال الجمعي بل يتضح جليا ان البشر أمام لحظات العشق يصبحون معرضون للخطأ إن اعتبرناه خطأ لأن المشاعر و حالات الحب الجارف لا تؤمن كما يؤمن الجميع بمنظومة الأخلاق المغلفة بالأخلاق العامة .

لكن السؤال الجوهري هل أصاب الفقيه ام أخطأ ؟هنا مربط الفرس .

الواضح أن الفقيه اختار طريق العشق و اختار المغامرة و اختار أن يكتب أسطورته على اليم لعله كان رومانسيا في تحد أخلاقه و تلك الصورة النمطية التي تحاط به ليؤكد للجميع ان عشقه هذا سيدون في قصص مشاهير الحب ، ومن هنا بدأت فصول الحكاية على سيارة الحب، نزع الفقيه جلبابه بعدما نزع جلبابها، لأن الحب لا يؤمن بالجلباب غطاء و اتشحا معا بلذة العري.

هل هي الخطيئة التي فعلت فعلتها في محراب الفقيه الذي لم يتعظ من أقواله و خالفها بأفعال رذيلة كرس جزاء من حياته دراسة و فكرا و تنظيرا في تحذير الناس مما يخالف شرع الله أمرا بالمعروف و ناهيا عن المنكر فهل هو الانفصام ام ان واقع الحب أقوى و أصعب مما تربى و شب عليه فقيهنا مدحضا كل المصادر و المراجع التي تمتاح من القرآن و السيرة النبوية منهاجا و سبيلا لتقويم سلوك و معاملة الانسان

  يبدو أن فقيهنا فطن بلعبة الحب و إندس في حضن عشيقته لكي يعطي الدليل ان الممنوع و المحظور خارج الخلوة الشرعية هو تقيد فرضته النواميس لذلك عندما سقط في شرك العشق كان الانتقاء نوعيا بالنسبة له اختار عالمة متفقهة في الدين و شكلا معا كوبل خوانجي بامتياز مؤكدين أن دروس الوعظ و الإرشاد قد تخالف القول عند الفعل لأن مجالس الذكر تظل مجرد اقوال لا تتحمل مكر المشاعر لذا يبدو أن الحب اقوى و اعمق عندما رمى بهما في غواية العشق الممنوع