رن جرس المنزل..أسرعت لفتح الباب… باباك موجود… لا ذهب للسوق… أش من سوق اليوم الخميس… والله ما عرفت… يمكن شي سوق آخر… عبارات بسيطة جدا تنغرس فينا..نتعلم منها النفاق وهو أخطر من حبال الكذب الملتوية.. ونبدأ في  ممارسة اللعبة… من الصغر حتى نزف في المقابر. شطر الحكاية الثاني… الأب : تعلمت بزربة يا ولدي .. لن أخاف عليك منذ اليوم.

المشهد الثاني:

كتب المعلم ” التضامن فعل انساني وواجب وطني ” ويسأل من يتضامن مع هذا التلميذ الذي لايستطيع أن يشتري كتبه المدرسية؟.

في غمرة الحماسة… أنا متضامن..أنا.. أنا … يتعجب المعلم من سيل المتضامنين.

في الغد.. من هم المتضامنون الأمس؟ وأين هي المساعدات؟… يخيم صمت رهيب على القسم… ويبدأ المعلم في حصة الدرس الموالي.

المشهد الثالث

برلماني من منطقتنا له صوت رخيم وخطابة متميزة.. يتابعه المغاربة ويتعجبون من خطبته…  انتقل من صفوف الاشتراكين إلى صفوف الإسلامين تم الى صفوف الليبرالين تم حط بصفوف السلفيين… وضع في حائطه الفيسبوكي صورة وهو يزور الديار المقدسة مع زوجته… وعلق ابنه عليها: أخيرا والدي أضحى من صفوف حجاج بيت الله الحرام.

المشهد الرابع

يرثى قلبي لثيابه الرثة وترنيمته التي تعودت على سماعها… طيلة النهار بنفس الحال…في المساء وجدته أمام باب فيلاته…اعتقدت أول الأمر أنه يشبه صديقي المتسول… ضحك وقال لي : لا تستغرب فقط أنا سياسي في حلة متسول.

المشهد الخامس

احتج طالب علي.. أستاذ هذه مادة النفاقولوجيا.. ليست مادة علمية. وعليك أن تستعمل  المناهج العلمية فيها…تم تابع كل هذه الأفكار التي سردتها أمامنا هي من كتاب ” تاريخ الكذب “… ما جديدك؟…صمت قليلا تم جاءتني فكرة عبقرية…في الحصة القادمة هناك تأصيل لمفهوم النفاقولوجيا… منذ تلك الحصة لم يروا وجهي حتى نهاية السنة….

المشهد السادس

يخاطب حاكم البلاد… ” علينا بالإهتمام بالثروة البشرية… وتقاسم وتقسيم الثروة… ” . بدأ جيل من المحللين يحللون: الحاكم أوجز في الكلام واختصر معضلتنا…

بعد وقوف عاصفة التحاليل والمتابعات… نسي الجميع الفكرة الأساس التي كانوا يناقشونها… حتى الخطاب الموالي

المشهد السابع

وجد رجال الشرطة عمر مع صديقته… صاح الرجل ” اللهم إنا هذا لمنكر… كيف لداعية أن يمارس أصناف الفسق والفجور في سيارة مرسيدس على ناصية البحر “… في المساء على شاطئ البحر والشمس ترفل بالمغيب جلس رفقة خليلته…  بعدما صلى وصلت وراءه… التفت إليها وقال لها : ” هيا نمارس لعبة سي عمر “.

المشهد الثامن

يجالس صديقاته وأصدقاؤه في المقهى… عشت في فرنسا… القانون لا يعاقب على العلاقات الرضائية في صفوف البالغين… هناك مفهوم كبير للحرية الشخصية علينا أن نحترم هذه الحريات الشخصية… ففي هذه البلاد تضيق  كبيرعلى الحريات…

يعود لمنزله…فين مشات ابنتك ؟ ذهبت مع ولد المختار…

الاب: قلت  لك مليون مرة… الكلام شيء والفعل شيء آخر

المشهد التاسع:

ذهب صديق رفقة أصدقائه لمشاهدة ” الزين لي فيك ” . بعد نهاية الفيلم وفي الطريق قال لهم :  إنه من أجمل الأفلام المغربية يفضح النفاق الإجتماعي ويبرز حدة الشيزوفيرنيا عند المغاربة.

أمام باب المنزل سأله والده : أين كنت

الإبن : كنت في السينما شاهدت فيلما  جديدا ورائعا عن سيرة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.

المشهد التاسع :

صرحت ممثلة معروفة على الصعيد الوطني للصحافة قائلة…  ” كنت في أزمة مادية خانقة لذلك أديت ذاك الدور الساقط والمنحط والسافل “… يتصل بها المخرج بعد أن قرأ الخبر… ماذا قلت؟

والو… راك عارف نشدوا معاهم الميزان والخاطر… في العشية ندوز عندك وشرح ليا الدور مزيان…

المخرج: ما قلت عيب…

المشهد العاشر:

سنحارب أمريكا ومعها اسرائيل وبريطانيا وفرنسا… دول متصهينة… دول تعادي الإسلام والمسلمين… دول علينا أن ننتقم منها أشد الإنتقام…. ينزل خطيب الجمعة من المنبر ويقول لصديقه: خذ لي تذكرة إلى مدينة نيس الجميلة ففيها حوريات العين.

 المشهد الأخير

قرأ القراء المقال بروية… يا له من مقال جميل… ويا له من منافق

الكاتب: يا لهم من منافقين…