إن خصوصية المستشفى الجامعي ابن سينا هو انه المؤسسة التي تستر عورة فشل المنظومة الصحية العمومية على الصعيد الجهوي ، إذ انه اليوم أصبح يستقبل عدد لا يحصى من المواطنين الذين لا تتم معالجتهم بالمستشفيات الجهوية نظرا لانعدام وسائل العمل الأساسية وبالتالي أصبح “ابن سينا” ذلك الحائط القصير الذي نرسل إليه كل مريض قصد العلاج  مما يخلق اكتظاظا كبيرا بالمستعجلات يكون له تأثير مباشر على مردودية الطاقم الطبي.

الا انه اليوم، أصبح الطبيب الداخلي والممرض بهذا المستشفى يعيش زيادة على الظروف القاهرة التي يفرزها فشل المنظومة الصحية العمومية  تنامي ظاهرة الاعتداءات اللفظية والجسدية على الأطر الصحية، وهو ما بات يشكل خطرا يهدد سلامة الطاقم الطبي العامل بالمستعجلات، و يؤثر سلبا على السير العادي للحراسة،  علاوة على الظروف القاسية التي نعيشها من قبيل قلة الموارد البشرية التي لا يمكنها ان تستوعب العدد الكبير من المرضى المتوافدين عليها.

إننا اليوم كطاقم طبي نندد  بتماطل الجهات المسؤولة في اتخاذ الإجراءات الفعلية بتوفير الحماية الأمنية للأطر الطبية وشبه الطبية  من الاعتداءات المتنامية التي تطالنا يومي. كما نطالب  بضرورة البحث عن حلول عملية لضمان حماية وأمن الشغيلة داخل  المؤسسة الصحية  في اطار منظومة أمنية قوية داخل المستشفى. إن  حادثة هجوم عصابة على مستشفى المستعجلات الاسبوع الماضي ما هو سوى فصل جديد من فصول الاعتداءات المتكررة سواء من طرف أشخاص مجهولين أو من المرافيقن لمرضى.

لقد وصل السيل الزبى!  اليوم ندق ناقوس الخطر ونطالب بتوفير ظروف عمل  آمنة. وبهذا، فهده رسالة مفتوحة لمديرية الامن الوطني لإتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين العمل داخل المستعجلات، و كذا إلى وزارة الصحة التي لم تفتح سوى 50 منصب طبيب داخلي للعام الثالث على التوالي الشيء الذي  يزيد من تأزم ظروف العمل في إطار استمرار دائم لتجاهل مطالب الأطباء الداخليين في توفير المزيد من  الموارد البشرية اللازمة.

* طبيب داخلي بالمستشفى الجامعي ابن سينا