طوفان الأقصى والغرق في فنجان قهوة!
فنجان قهوة سوداء قاتمة اللون كسواد الأفق هنا كل صباح وكل مساء..في نفس المكان..ونفس الزمان..على طاولة وحيدة في ركن خلفي من مقهى الحي أو مقهى شعبي..تطالع نفس الجريدة..نفس العناوين لأعمدة تآكلت من فرط التكرار والإجترار..لنفس المواضيع القاتمة حول الأوضاع السياسية المهترئة..بنفس الوجوه البليدة..ونفس الكلمات الخشبية الركيكة.
آراء أخرى
رتابة كئيبة ومميتة تعلن الحداد على كل شيء بما أن لا شيء يلوح في الأفق.
تم إعلان الوفاة والموت السريري في حقك وأمثالك من المدرسين المسجونين في الفصول الدراسية..تخلى الجميع عنك..من الآباء والأمهات وصولا إلى الوزارات.
مطية أنت لا أقل ولا أكثر..جسر للعبور إلى الضفة الأخرى..إلى أن تنهار…
وفجأة وقع ما لم يكن بالحسبان..دبت الحياة في الجسد العليل..نبض القلب بدماء الكرامة من جديد..انتصبت واقفا شامخا كالإعصار..لا وألف لا لقوانين الإهانة والإحتقار!
أضربت عن العمل..إضرابا بات مضرب الأمثال.
لا أحد استوعب ما وقع..أو توقع قطرة المهانة التي أفاضت الكأس…
″ عندما توصد جميع الأبواب في وجه الإنسان، ينفتح باب المجهول وتصبح كل الخيارات ممكنة″
لا يمكن حشر الإنسان في الزاوية إلى ما لا نهاية..سيتحرك لا محالة. لكن لا أحد يستطيع أن يحدد في أي اتجاه.
هاجت أمواج المدرسين الهادرة. وكما كان متوقعا انسل النقابيون الحزبيون بألواحهم استعدادا لنضال الركمجة. وطبعا لم ولن يفلحوا.
″ من يغرق في فناجين القهوة الصباحية والمسائية يستحيل أن يطفو على الأمواج البشرية″
هل تمنحوننا عجزكم؟
أم تريدون إقناعنا بقوة ضعفكم؟
أنتم كاذبون في صدقكم..ولن يصدق أحد بعد الآن أكاذيبكم فلا تحاولوا..رجاء لا تحاولوا!
سنسر إليكم بهذه العبارات :
″ أنتم خارج التاريخ..ديناصورات في طور الإنقراض..وستخلد الطبقات الرسوبية هياكلكم العظمية وجماجمكم الحجرية لتكونوا عبرة لمن سيأتي بعدكم من الأجيال البشرية والتي لن تكون قطعا في مستوى غباوتكم″
وهمسة أخيرة في آذان المناضلين الصادقين :
″ لا زال سكان غزة ومقاومتها يسطرون ملحمة الصمود في وجه الآلة الهمجية الصهيونية. ورغم التقتيل والحصار لم ينهزموا ولم يساوموا ولم يستسلموا. ولا زال طوفان الأقصى يجرف الخونة والمتخاذلين. فلا يهولنكم الذين يغرقون في فناجين القهوة الصباحية والمسائية″
لقد تزامن طوفان الأقصى مع طوفانكم..طوفان المغرب الأقصى..التاريخ لا يلعب!
وكما اكتشف العالم أكاذيب الجيش الذي لا يقهر، ستكتشفون بدوركم أن بيوت خصومكم أوهن من بيت العنكبوت..وأنهم ليسوا في الحقيقة أقوياء بل لأنكم فيما مضى توهمتم أنكم ضعفاء.
فناجين قهوة العالم كلها ولو اجتمعت ليس بمقدورها مجاراة طوفان المغرب الأقصى!
