1) من هو “الأمازيغي” Amaziɣ؟ 

هناك تعريفات عديدة للمعنى التقني لكلمة “الأمازيغي” Amaziɣ تقوم على معايير متضاربة حسب الميولات الأيديولوجية والسياسية لكل شخص وحسب المفاهيم الشائعة لدى عامة الناس. ومن أهم تلك المعايير التي تتأسس عليها التعريفات التقنية المختلفة لمعنى “الأمازيغي” نجد ما يلي: 

– “معيار بلد الإقامة” Aseqqul en tmurt en tzeddiɣt: أي أن “الأمازيغي” هو أي شخص يعيش بشكل دائم في بلد أمازيغي كالمغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وأقاليم الطوارق في النيجر ومالي وبوركينافاسو، مهما كانت لغته (أمازيغية، دارجة، حسانية…) أو ديانته (مسلم، مسيحي، يهودي، بهائي، ملحد…) أو مذهبه (شيعي، سني، إباضي، بروتستانتي، كاثوليكي…) أو قبيلته أو مجموعته القبلية (ريفي، زناتي، زياني، دكالي، سوسي، جبْلي، صنهاجي، مصمودي، رگيبي، طوارقي/ قبايلي/زواوي، شاوي/أوراسي، أغواطي، مزابي…). 

– “معيار الجنسية” Aseqqul en tmuri: أي أن “الأمازيغي” هو كل من يحمل جنسية إحدى البلدان الأمازيغية (المغرب Murakuc، الجزائر Dzayer، تونس Tunes، ليبيا Libya، موريتانيا Agawej) سواء كان يعيش في بلدان العالم الأمازيغي أم كان يعيش كمهاجر في أوروبا أو أمريكا الشمالية أو بقية العالم. 

– “معيار اللغة” Aseqqul en tutlayt: أي أن “الأمازيغي” هو من يتكلم اللغة الأمازيغية Tutlayt Tamaziɣt كلغة أم أو كلغة رئيسية (وإذا كان أطفاله لا يتكلمون الأمازيغية فإنهم ليسوا أمازيغا، حسب هذه المعيار، رغم أن أباهم أو أمهم أمازيغيان). 

– “معيار الأصل العائلي” Aseqqul en yinetti awjan: أي أن “الأمازيغي” هو كل من ينحدر من أب ناطق بالأمازيغية أو من أم ناطقة بالأمازيغية أو من آباء وأجداد معروفين على أنهم أمازيغيون لغويا أو قوميا، وهذا الشخص الأمازيغي نفسه قد يكون ناطقا بالأمازيغية أو قد لا يكون. 

– “معيار الأصل القبلي أو القومي” Aseqqul en yinetti awsiyan niɣ aɣalcan: أي أن “الأمازيغي” هو كل من ينحدر عبر أبيه أو أمه من قبيلة أمازيغية معينة أو من “شعب أمازيغي” (Aɣref Amaziɣ) يشكل سكان بلد حديث (كالمغرب) أو قديم (كالإمبراطورية الموحدية). وكمثال من أحد أهم الشعوب الأمازيغية المعروفة في التاريخ لدينا “الشعب الزناتي” (Aɣref Aznat) الذي يمتد من سيوة Siwa المصرية وعبر شمال ليبيا وكل تونس والنصف الشمالي من الجزائر وعبر وجدة Wejda وفيگيگ Figig والنكور/الريف وتازة Taza إلى طنجة Ṭanja بالمغرب. وهذا الشعب الزناتي الأمازيغي معروف في التاريخ بأنه يتشكل من عدد ضخم من القبائل الأمازيغية المتجاورة كسلسلة أفقية طويلة تغطي الساحل المتوسطي لثامازغا ومتقاربة اللهجة الأمازيغية “الزناتية” Taznatit إلى يومنا هذا. 

– “معيار الأصل الجغرافي أو الترابي” Aseqqul en yinetti akalirawan niɣ akalan: أي أن “الأمازيغي” هو كل من ولد وعاش مدة معينة من حياته على تراب منطقة جغرافية معينة معروفة على أنها بلد أمازيغي. وهو ما تدل عليه حرفيا العبارة الأمازيغية mmi-s en tmurt التي ترجمت بالدارجة إلى “ولْد لبلاد”، أو yelli-s en tmurt أو yedji-s en tmurt أي “بنت لبلاد”. 

2) عدد الأمازيغ على أساس مجموع سكان المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وأقاليم الطوارق في النيجر ومالي وبوركينافاسو: 

لدينا هذه الإحصائيات حول عدد سكان البلدان الأمازيغية: 

– سكان المغرب: 35 مليونا، في يناير 2018 حسب مؤسسة HCP الرسمية. 

– سكان الجزائر: 42 مليونا، في 2017، حسب وزارة الصحة الجزائرية. 

– سكان تونس: 11 مليونا، في يوليوز 2017، حسب INS “إحصائيات تونس”. 

– سكان ليبيا: 6.50 ملايين، في 2018، حسب تقديرات الأمم المتحدة. 

– سكان موريتانيا: 4.50 ملايين في 2018، حسب تقديرات الأمم المتحدة. 

– سكان أقاليم الطوارق في النيجر: حوالي 2 مليون حسب تقديرات CIA. 

– سكان أقاليم الطوارق في مالي: حوالي 0.6 مليون حسب تقديرات CIA. 

– سكان أقاليم الطوارق في بوركينافاسو : حوالي 0.3 مليون حسب تقديرات CIA. 

المجموع العام لتعداد الشعوب الأمازيغية: 102 مليون أمازيغي. 

3) عدد الأمازيغ على أساس مجموع حاملي جنسيات دول العالم الأمازيغي بمن فيهم المهاجرون في أوروبا وأمريكا وبقية العالم: 

لدينا مجموع الشعوب الأمازيغية في البلدان الأمازيغية الذي رأيناه منذ قليل وهو 102 مليون أمازيغي. 

ونضيف إليهم 5 ملايين مهاجر مغربي في الخارج، و5 ملايين مهاجر جزائري في الخارج، و1 مليون مهاجر تونسي في الخارج، و0.5 مليون مهاجر ليبي في الخارج. وهناك أعداد صغيرة من المهاجرين الموريتانيين والطوارق في الخارج. 

إذن يصبح تعداد الأمازيغ عبر كل العالم هو: 114 مليون أمازيغي. 

4) عدد الأمازيغ على أساس عدد الناطقين باللغة الأمازيغية في بلدان العالم الأمازيغي فقط: 

حسب المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب HCP بلغت نسبة المواطنين المغاربة الساكنين بالمغرب الناطقين باللغة الأمازيغية 26.7% من مجموع السكان عام 2014. وهذه النسبة المائوية نترجمها عدديا إلى 9.345.000 مغربي ناطق بالأمازيغية مقيم بالمغرب. (رغم أن هذا الإحصاء الرسمي حول اللغات مشكوك في دقته لأسباب عديدة). 

وفي الجزائر يبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية على أساس معطيات من مركز الأبحاث الأمازيغية CRB حوالي 8 ملايين جزائري على الأقل، ويشكلون حوالي 20% من مجموع سكان الجزائر. 

وفي النيجر يقدر عدد الناطقين بأمازيغية الطوارق (Tamajaq تاماجاق) بحوالي 2 مليون أمازيغي طوارقي نيجري يشكلون نسبة 11% من سكان النيجر حسب تقديرات CIA. 

وفي مالي يقدر عدد الناطقين بأمازيغية الطوارق (Tamaceq تاماشق) بحوالي 600.000 أمازيغي طوارقي مالي حيث تشكل الأمازيغية الطوارقية في مالي نسبة 3.5% من مجموع لغات مالي حسب تقديرات CIA. 

وفي ليبيا تتراوح التقديرات الشائعة لنسبة الناطقين بالأمازيغية بين 5% و10% من مجموع الليبيين. وإذا أخذنا متوسطا قدره 7.5% فسيعطينا حوالي 480.000 ليبي ناطق بالأمازيغية. 

وفي بوركينافاسو يبلغ عدد الناطقين بأمازيغية الطوارق حوالي 300.000 طوارقي بوركينابي يشكلون 1.9% من سكان بوركينافاسو حسب تقديرات CIA. 

وفي تونس يقدر عدد التونسيين الناطقين باللغة الأمازيغية بحوالي 100.000 تونسي. 

وفي مصر في مدينة سيوة Siwa وما جاورها يقدر عدد الناطقين باللغة الأمازيغية بحوالي 20.000 مصري. 

وفي موريتانيا يقدر عدد الناطقين باللغة الأمازيغية ببضع مئات أو بضعة آلاف موريتاني. 

إذن حسب تلك التقديرات يصبح مجموع الأمازيغ الناطقين باللغة الأمازيغية المقيمين في بلدان العالم الأمازيغي (ثامازغا) هو: 20.845.000 أمازيغي ناطق بالأمازيغية مقيم في البلدان الأمازيغية. 

5) عدد الأمازيغ على أساس عدد الناطقين بالأمازيغية في العالم الأمازيغي وبلدان المهجر: 

في أوروبا وأمريكا وكندا وبقية العالم يعيش حوالي 5 ملايين مغربي الأصل أو الجنسية وحوالي 5 ملايين جزائري الأصل أو الجنسية. ومجموعهما 10 ملايين مغربي وجزائري مهاجر. 

وهؤلاء المغاربة والجزائريون في المهجر هم خليط من حديثي الهجرة والإقامة ومن قدماء المهاجرين ومن المولودين هناك لأب أو أم مغربيين أو جزائريين. 

ولكن بسبب غياب المعطيات الإحصائية أو التقديرية حول نسبة المهاجرين الناطقين بالأمازيغية ومع الأخذ بعين الاعتبار لحقيقة أن منطقتي الريف بالمغرب والقبايل بالجزائر عرفتا نزيفا بشريا كبيرا منذ الخمسينات والستينات ومستمرا إلى الآن يتمثل في تصدير المنطقتين لأعداد من المهاجرين إلى أوروبا تفوق بكثير نسبة وزنهما الديموغرافي داخل المغرب والجزائر فإننا سنضع تقديرا عاما يتمثل في التالي: 

33% من المهاجرين المغاربة والجزائريين يتكلمون الأمازيغية كلغة أم، 

33% من المهاجرين المغاربة والجزائريين يتكلمون الدارجة كلغة أم، 

33% منهم لا يتكلمون الأمازيغية ولا الدارجة أو يتكلمون إحديهما أو كليهما بشكل ضعيف جدا (أي من الجيل الذي ولد هناك وانصهر). 

إذن نأخذ نسبة 33% من الـ 10 ملايين مهاجر مغربي وجزائري فيصبح لدينا على الأقل 3.3 ملايين مهاجر أمازيغي مغربي وجزائري ناطق بالأمازيغية في أوروبا وأمريكا وكندا وبقية العالم. 

أما الجالية التونسية في العالم التي يبلغ تعدادها حوالي مليون مهاجر تونسي فنسبة الناطقين بالأمازيغية فيها صغيرة جدا على الأرجح. ونفس الشيء بالنسبة للجاليات الليبية والموريتانية في أوروبا وأمريكا وبقية العالم. كما أن تعداد الجالية الطوارقية المالية والنيجرية في الخارج صغير على الأرجح. 

إذن نجمع 20.845.000 ناطق بالأمازيغية في كل البلدان الأمازيغية مع حوالي 3.300.000 مغربي وجزائري مهاجر ناطق بالأمازيغية في أوروبا وأمريكا وكندا وبقية العالم. 

فيصبح مجموع الأمازيغ الناطقين بالأمازيغية في كل العالم حوالي: 24.145.000 أمازيغي ناطق باللغة الأمازيغية، حسب ما هو متوفر من إحصائيات وتقديرات.