على الهامش يعشن… في الهامش يبدعن. هن نساء الحي. نساء يبدعن حلولا لتدبير المعيش اليومي بعيدا عن مركز اتخاذ القرار يقصيهن. مركز يقصيهن حين لا يستمع لهمومهن. مركز يقصيهن حين لا يثق في قدراتهن. مركز يقصيهن حين لا يشركهن في اتخاذ قرارات تهم مصيرهن.
…………..
لنتساءل:

هل استطاعت مدن المغرب أن تشرك المرأة في تصميم تلك الحديقة، ذلك الفضاء للعب أو تلك الساحة العامة؟
هل يستمع للنساء كيف يتصورن أن تكون تلك المدرسة العمومية حيث من حق كل طفلة مغربية، كل طفل مغربي أن يدرس؟
هل يدمج مركز القرار المرأة في التخطيط لذلك المستوصف حيث من حق كل مغربي، كل مغربية أن تعالج؟
هل تستجيب مدن المغرب لحاجيات النساء في الحق في سكن يضمن جودة الحياة لكل المغربيات والمغاربة؟
هل تشرك المرأة في توفير الشغل اللائق لكل المغربيات و المغاربة؟
أين النساء في هذا الفضاء العام حيث نلتقي لنتقاسم المشترك؟
كم عدد النساء داخل مراكز القرار في الجماعة، في العمالة، في المدينة، في الجهة… داخل هذا الوطن؟

…………..

حركة نساء جمعيات أحياء الدار البيضاء اختارت لمشروع “جميعا من أجل مشاركة نسائية فعالة لتدبير الشأن المحلي”، شعار “هن البوصلة”، لأنها تؤمن بعد تجربة تمتد لثلاث عشرة سنة من العمل الميداني مع نساء الحي، أن تحديد اتجاه بوصلة كل تنمية محلية يجب أن يكون مع من على الهامش يعشن…في الهامش يبدعن.

حركة نساء جمعيات أحياء الدار البيضاء، تؤمن كما تعمل، عبر هذا المشاريع أو مشاريع أخرى مع نساء الحي على أن تتجه بوصلة كل تنمية محلية نحو ضمان، لكل المغربيات، لكل المغاربة، الحق في مدرسة للحياة، فضاء عام يشترك فيه النساء و الرجال، صحة جيدة، سكن مريح، شغل لائق، عيش كريم…ببساطة تنمية تضمن حياة تستحق الحياة.

…………..

هنا، و الآن، لنعطيهن الكلمة، لنجعلهن يبدعن قرارات تتخذ في المركز لتطبق في الهامش. لنتركهن يدبرن مصير ذلك الهامش. لنمنحهن حقهن في جزء من اتخاذ القرار. ليتحملن المسؤولية و ليحاسبن عليها بعد.

لكم، لهن، لنا، لهم…. لحي تحلو فيه الحياة، لمدينة تحترم ويحترم فيها كل النساء، لمغرب آخر ممكن.
هن البوصلة.

*رئيسة حركة نساء جمعيات أحياء الدار البيضاء الكبرى