دعا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى التوقف من تنقيص دور المدرسة العمومية ولفت الانتباه، أثناء جوابه على سؤال “التعليم: الحصيلة والاستعداد” خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة بمجلس النواب يوم الإثنين 23 يوليوز الجاري ، إلى أن المدرسة العمومية المغربية خرجت أطرا وكفاءات يفتخر بها المغاربة وأن التلاميذ الذين درسوا فيها متفوقون ويثبتون جدارتهم في الكثير من المباريات الدولية.

وأضاف رئيس الحكومة بأن هناك نقص وخصاص في التعليم لكن ” لا يجب أن يجرنا ذلك إلى تنقيص المدرسة العمومية لأن خطابنا هو الذي يضر بهذه المدرسة”  داعيا النواب إلى المساهمة في إصلاح التعليم.

وفي هذا السياق وجه رئيس الحكومة التحية إلى رجال ونساء التعليم في المدرسة العمومية “الذين يناضلون في عمومهم في سبيل الوطن ويبذلون مجهودات كبيرة يجب أن نعترف بها” يشدد رئس الحكومة.

وكشف العثماني، أن المجهود المالي الذي تم تخصيصه لقطاع التعليم يصل إلى 6 بالمائة من الناتج الداخلي الاجمالي، كما قفزت ميزانية التعليم هذه السنة إلى 59.2 مليار درهم بزيادة تصل إلى 9 في المائة.

وأوضح العثماني أن الحكومة عازمة على تحقيق الانصاف وتكافؤ الفرص في التربية والتكوين، وتقليص الخصاص في العرض المدرسي خاصة بالعالم القروي واستكمال البنيات التحتية، بحيث بلغ مجموعة المؤسسات التعليمية الجديدة المحدثة 72 مؤسسة و56 داخلية جديدة.

وأشار العثماني أنه تم تأهيل  9500 مؤسسة تعليمية في هذين السنتين الأخيرتين، من أجل التخفيض من الاكتظاظ ، وتحديد 30 تلميذ كحد أقصى في القسم الأول والثاني ابتدائي و36 تلميذ في باقي الاسلاك.

بالإضافة إلى قيامها بجهد غير مسبوق  في توظيف 55 ألف أستاذ جديد وستواصل إلى نهاية الولاية اللتشريعية كل تعزيز الخدمات الاجتماعية لمحاربة الهدر المدرسي من خلال عدد من البرامج من أهمها برنامج مليون محفظة التي سيستفيد منها 4 مليون تلميذ وفي كل سنة سيتم الرفع من هذا العدد، إلى جانب دعم استفادة مليون و125 ألف مستفيد من الداخليات والإطعام المدرسي، مشيرا أن الحكومة ستواصل هذه الجهود وتعلم أيضا أنها غير كافية.

وأكد العثماني أنه سيتم تطوير النموذج البيداغوجي والرقي بالوظائف الأساسية للمدرسة وإدماج مقاربات جديدة في التدريس وطبعات جديدة في الكتب المدرسية، واعتماد هياكل جديدة للأكاديميات ونقل الاختصاصات إلى الأكاديميات الجهوية ،وتقوية نظام المعلومات وفي مقدتها “مسار” وإحداث مراكز جديدة للتربية والتكوين، وإطلاق برنامج وطني لتطوير وتعميم التعليم الأولي ستصل إلى 67 في المائة في ألف 2021، وإحداث 4000  قسم جديد لتعميم التعليم الأولي الشيء الذي سيخفض التكرار نظرا لأهمية التعليم الأولي.

وأشار العثماني أن الحكومة مكنبة على تحسين ترتيبات الموسم الدراسي المقبل وتسعتد له من خلال  إحداث 87 مدرسة جديدة مما سيوسع العرض التربوي، إضافة إلى  تشغيل 27 ألف أستاذ متعاقد جديد.

وتابع العثماني كلامه قائلا”  نحن متافئلون وخطاب تبئيس المدرسة العمومية هو يضر بها ، ويجب أن نفخر بتعليمنها لأنه هو الذي خرج نخبة الأمس وسيخرج نخبة الغد، وصحيح هناك نقص لكن يجب أن لا ننتقص من المدرسة العمومية، وأكثرية رجال ونساء التعليم يشتغلون بجدية”.

وأفاد رئيس الحكومة أن عدد الطلبة المسجلين في سلك التعليم الجامعي العمومي برسم سنة 2017 /2018  وصل إلى 822  ألف طالب بزيادة خمسة في المائة مقارنة مع الموسم الذي قبله ، وسنويا هناك زيادة بأربعة أو خمسة في المائة بمعنى أن التعليم يستعيد عافيته، وفي مؤسسات التعليمية ذات  الاستقطاب المحدود ارتفع طلابها من من 96 ألف طالب إلى 105 ألف طالب في الموسم الماضي، موضحا أن الزيادة في المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح هي ضعف نظيرتها في الاستقطاب المفتوح.

وأبرز العثماني أن عدد الأساتذة الدائمين في التعليم العالي وصل إلى 19 ألف أستاذ ونسبة التأطير تصل إلى 59  طالب لكل أستاذ وتختلف هذه النسبة حسب الميادين والتخصصات والكليات لكن في مؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود تصل إلى 19 طالب لكل أستاذ.

وأكد العثماني أنه في الموسم الجامعي الحالي ستعمل الحكومة على مراجعة الخريطة الجامعية وصدر مرسوم خاص بها، ومواصلة تطوير الخدمات الاجتماعية لفائدة الطلبة والرفع من عدد الطلبة الممنوحين بحيث وصلنا في 2018 إلى 365 ألف طالب ممنوح ، بزيادة تقدر ب 36 ألف منحة في سنة واحدة وارتفعت نسبة الاعتمادات المخصصة للمنح من سنة 2012 إلى 2018  ب 154 في المائة .

وعلى مستوى الاطعام ، الزيادة في عدد الوجبات بنسبة تصل إلى 67 في المائة والزيادة في توسيع الأحياء الجامعية بنسبة تصل إلى 12  في المائة في الموسم الحالي مقارنة مع الموسم السابق.

وشدد رئيس االعثماني أن الحكومة تحاول توفير الشروط الجيدة للدخول المدرسي والجامعي المقبل بطريقة مريحة للطلبة والتلاميذ.

وأضاف العثماني أنه سيتم تكوين 20 ألف طالب في إجازة التربية وهم من سيدخلون إلى مؤسسات التربية والتكوين عبر مباراة وسيكونون أساتذة المستقبل وهذا حل استراتيجي لمسألة التكوين.

وأشار العثماني أن برنامج محو الأمية سيساهم في تقليص نسبة الأمية إلى 21 في المائة سنة 2021  و 10 بالمائة سنة 2026 ، وهذه النتيجة إذا وصلنا إليها سيكون لها تأثير كبير على النمو والاقتصاد الوطني، والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية سجلت مليون مستفيد وهذه الوتيرة إذا جرى الاستمرار  فيها سنقلص الأمية من 30 في المائة إلى 20 في المائة.

وأكد العثماني أن الحكومة عازمة على تكثيف الجهود لإصلاح قطاع التعليم وتجاوز الإرث الذي ورثته عبر عقود من الزمن ودعم القطاع بكل ما يحتاجه من الامكانيات المادية والمعنوية والبشرية وستحقق في القريب ارتفاع لجودة تعليمنا  وقدراته  بأن يقوم بدوره في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية.