انطلقت بالعاصمة الرواندية كيغالي، الأربعاء، القمّة الإفريقية الاستثنائية الخاصة بإطلاق منطقة التجارة الإفريقية الحرة.

ويقود الوفد المغربي المشارك في هذه القمة، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ويضم  وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، والوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي محسن الجزولي، وكاتبة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية رقية الدرهم، ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح شقرون.

وقال الرئيس الرواندي، بول كاغامي، الذي يتقلّد الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، إن انطلاق القمة “يشكّل حدثا تاريخيا لإفريقيا، من خلال الجهود الرامية لخلق الوحدة والتكامل الإفريقيين، وبناء سوق إفريقية موحّدة”.

وأشاد كاغامي، في كلمته الافتتاحية، بـ”الجهود التي بذلها رئيس النيجر، محمدو يوسفو، من أجل تحقيق ما سنقوم به اليوم من توقيع على اتفاق إطلاق المنطقة الإفريقية الحرة”.

يشار إلى أنّ رئيس النيجر هو المكلف بملف منطقة التجارة الإفريقية الحرة.

وأوضح كاغامي أنّ منطقة التجارة الإفريقية الحرة “ستخلق سوقا إفريقية موحدة، وستنهض بالصناعات الإفريقية، وستمنح المنتجات الإفريقية قيمة مضافة، كما ستخدم شركاء الدول الإفريقية”.

ولفت إلى أن المناقشات التي سيجريها القادة الأفارقة، اليوم، ستكون مهمة لمستقبل القارة السمراء.

بدوره، اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، التشادي موسى فكي، أنّ منطقة التجارة الإفريقية الحرة “ستصبح محركا حقيقيا لتحقيق الازدهار في القارة”.

وقال، في كلمته الافتتاحية: “لقد حان الوقت لإنشاء محرك حقيقي لتحقيق الازدهار في القارة الإفريقية بعد 55 عاما من الاتحاد السياسي”.

وأوضح أن “منطقة التجارة الإفريقية الحرة ستسهل عملية التكامل الاقتصادي، وستنعش اقتصادات القارة”.

ودعا فكي قادة الدول الإفريقية إلى التوقيع والتصديق على اتفاق إنشاء منطقة التجارة الإفريقية الحرة.

واعتبر أن القارة “بحاجة اليوم إلى الإرادة السياسية القوية لجعل هذا الحلم الإفريقي واقعا تعيشه الشعوب الإفريقية”.

وحسب جدول أعمال القمة، فإنه من المقرر أن تشهد الاجتماعات، التي تستمر ليوم واحد، توقيع رؤساء الدول والحكومات على الاتفاقية المؤسسة لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية.

وبدأت التحضيرات للقمة، في 17 مارس الجاري، باجتماع المندوبين الدائمين بالاتحاد الإفريقي، ثم وزراء خارجية الدول الأعضاء.

ويتوقع أن تجعل منطقة التجارة الإفريقية الحرة إفريقيا أكبر منطقة تجارة حرة من حيث عدد الدول المشاركة منذ تشكيل منظمة التجارة العالمية عام 1995.

وحسب الاتحاد الإفريقي، تستطيع المنطقة خلق سوق إفريقية تضم أكثر من 1.2 مليار شخص، بناتج محلي إجمالي يصل إلى 2.5 تريليون دولار.

وستلغى منطقة التجارة الإفريقية الحرة التعريفة الجمركية تدريجيا على التجارة بين الدول الأعضاء بالاتحاد؛ ما سيجعل التجارة أسهل بالنسبة للشركات الإفريقية في القارة.