لم تمنع أحداث الشغب العنيفة التي اندلعت بين جماهير فريقي شباب الريف الحسيمي والوداد البيضاوي عقب مباراتهما في مدينة الحسيمة ضمن دوري البطولة الوطنية مساء الجمعة الماضي، من استمرار الحراك الشعبي بمناطق الريف.

وجابت مسيرة حاشدة أبرز الشوارع الرئيسية لمدينة الحسيمة، مساء السبت، تطالب من جديد برفع “العسكرة عن مناطق الريف” وإنهاء مسلسل “الحكرة” بالمنطقة.

ورفع المحتجون شعارات منددة باعتقال عدد من مشجعي الفريق الحسيمي، وطالبوا بإطلاق سراحهم في آجال لا تتجاوز 48 ساعة، بحيث هدد المتظاهرون بالإقدام على تنظيم مسيرة على الأقدام في اتجاه الرباط، في حالة عدم إطلاق سراح المعتقلين.

وطالب ناصر الزفزافي، الناطق باسم لجنة الحراك بالريف، في بلاغ تلاه على المتظاهرين، بـ”تقديم جميع المتورطين في طحن محسن فكري مع ضمان المحاكمة العادلة وعلى رأسهم عزيز أخنوش”، كما شدد على ضرورة إعادة فتح تحقيق في ما بات يعرف بـ”شهداء 20 فبراير بالحسيمة”.

إلى ذلك عاد النشطاء في بلاغهم، إلى تجديد مطلبهم بإلغاء ظهير 1.58 الذي يعتبر الحسيمة منطقة عسكرية، كما طالبوا بإسقاط كل المتابعات القضائية في حق المزارعين الصغار في الكيف، حيث قال المتحدث: “بينما يتابع الفلاحون الصغار في تجارة الكيف يتم السكوت عن المسؤولين الكبار في تجارة المخدرات”.

ورفع المتظاهرون ملفا مطلبيا في مختلف الجوانب، منها فتح التحقيق في “الشطط في استعمال السلطة” سواء في ملف العقار، أو في الملف الحقوقي، كما طالبوا وزير الداخلية بتحمل مسؤوليته في هذا الجانب، كما حملوا الدولة المسؤولية في الحفاظ على استقرار المنطقة وتخليق الحياة العامة، بحيث قال ناصر الزفزافي إن “السلطات تتدخل فقط عندما نقوم بمسيرات الحراك في المقابل لا تتدخل في الأعمال البلطجية”.

وأمام حشود قدر عددهم بالآلاف، حسب أحد النشطاء، أكد الزفزافي، أن الأوضاع بالريف لن تعرف أي استقرار في ظل نهب الثروات وعدم توفير النزاهة في كافة الملفات الاجتماعية والاقتصادية، مطالبا بضرورة إحداث جامعة بالمدينة وإنشاء معاهد علمية للتكوين المهني على امتداد مناطق الريف.

وفي الشق المتعلق بالجانب الصحي، طالب نشطاء الحراك الدولة بإحداث مستشفى ومراكز لتحاقن الدم وتجهيزها.

يذكر أن عائلات المعتقلين على خلفية أحداث الجمعة الماضي، نظمت وقفة اجحتجاجية أمام المحكمة الابتدائية مساء اليوم بالحسيمة احتجاجا على ما وصفوه بـ”الاعتقالات العشوائية التي استهدفت أبناءهم”.

ورفع المتظاهرون شعارات من قبيل :”باركا من البوليس زيدونا فالمدارس.. والمخزن يجمع راسو هذا الريف وحنا ناسو”.