دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إفريقيا إلى تأكيد حضورها كشريك أساسي في التعاون الدولي وأن لا تكون مجرد هدف لرهانات الأطراف الأخرى.

جاء ذلك في رسالة للمشاركين في منتدى “كرانس مونتانا”، حول “إفريقيا والتعاون جنوب- جنوب”، في دورتها الثانية بمدينة الداخلة، بالصحراء، اليوم الجمعة.

وقال العاهل المغربي، في الرسالة التي تلاها رئيس جهة الداخلة واد الذهب، ينجا خطاط، إنه “على إفريقيا، من الآن فصاعدا، أن تؤكد حضورها كشريك أساسي في التعاون الدولي، وليس كمجرد موضوع له، أو هدف لرهانات الأطراف الأخرى”.

وأضاف الملك محمد السادس أنه “آن الأوان لكي تسترجع إفريقيا حقوقها التاريخية والجغرافية، بعد أن عانت لعشرات السنين من جراح تقسيم للعالم، فرضه الاستعمار، ومن الآثار الجانبية لنزاعات إيديولوجية لا شأن لها بها”.

واعتبر العاهل المغربي أن للشعوب الإفريقية تاريخ غني وحدتها قرون من المبادلات والوشائج المتنوعة، وجغرافيا ملائمة لتحقيق تجمعات إقليمية مندمجة ومتكاملة.

ودعا القارة الإفريقية لتقول كلمتها في النقاش العالمي المتعلق بالتحديات البيئية والمناخية ، التي وصفها ب”غير المسبوقة “، وقال إن إفريقيا “لا يجب عليها أن تلتزم الصمت، أو أن ترضخ لقرارات الغير، أو أن تكون مخيرة بين التنمية والإيكولوجيا (البيئة)”.

وعبر عن أمله في أن تكون استضافة المغرب للدورة 22 للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول التغييرات المناخية (cop 22) في نوفمبر المقبل، “مناسبة للاحتفاء بالتعاون جنوب-جنوب (بين دول الجنوب) في خدمة البيئة وأن تضع إفريقيا وكافة البلدان النامية في صلب الأجندة الدولية. وقال إن المغرب “يراهن على إسماع صوت القارة الإفريقية، قارة متجددة وقوية، ملتفة حول قضاياها، قارة يسمع صوتها ويصغى إليها”.

وفي ما يتعلق بالصحراء المتنازع عليها مع البوليساريو، قال الملك محمد السادس، إن المغرب يؤسس لانبثاق رؤية جديدة للصحراء، “كأرض للتلاقي وفضاء للمبادلات الإنسانية والتجارية، ولتبادل ما راكمه الشمال والجنوب، عبر تاريخهما من معارف”.

وعبر عن طموح بلاده وتطلعها لبلورة نموذج تنموي جديد للصحراء، “لتصل إلى المستوى الذي يسمح لها بلعب دورها كاملا كقطب اقتصادي إفريقي، وجسر يربط إفريقيا بمنطقتي المغرب العربية والساحل”، وقال إن هذا المخطط التنموي “أصبح اليوم حقيقة ملموسة”.

وافتتح منتدى “كرانس مونتانا” (منظمة سويسرية غير حكومية تأسست سنة 1986)، اليوم الجمعة، ويستمر حتى 22 من الشهر الجاري. ويشارك في المنتدى أكثر من 1000 مشارك، بينهم رؤساء دول وعدد من الوزراء والمسؤولين والخبراء والناشطين المدنيين من 100 دولة، يناقشون قضايا تتعلق بالتعاون بين دول الجنوب، والحكامة الجيدة (الشفافية)، وقضايا البيئة.

يذكر أن منتدى “كرانس مونتانا” تأسس سنة 1986 في سويسرا، وهو منظمة غير حكومية تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي والحوار والنمـو والاستقـرار والسلم والأمـن في مختلف دول العالم.